ثورة شعبية نادت بالحرية، وصرخت بأولى شعاراتها الشعب يريد اصلاحات، وبهذا أكبر دلالة على أن التخلص من الفساد يؤدي إلى الحرية المسلوبة.
محافظة اللاذقية السورية معقل رأس النظام الأسدي عنوانا لامعا للتسيب والفساد، وأرضا خصبة للمفسدين في ظل تواجد النظام حيث الأمن والأمان وفق تعبيرهم!!!
“صبا أبو الشملات” فتاة من الطائفة العلوية تبلغ السابعة عشر من العمر، قتلت أمام باب منزلها على يد الشبيح باسل صقور الذي أفرغ رصاصتين برأسها بعذر أقبح من ذنب، رفضها بأن تكون خطيبة له أودى بحياتها، وهذه جريمة لايحاسب عليها القانون طالما أنه مشغول بالمحسوبيات والرشوة وقتل الشعب، وسيطرت ميليشيات الدفاع الوطني على القوى الأمنية أمر لا يثير الدهشة عندما تكون معظم المؤسسات والدوائر الحكومية تحت أمرة مجموعة من المتنفذين.
” ثقافة التشبيح ” مصطلح شاع داخل مدينة اللاذقية وريفها حينما تجلت ظاهرتا الخطف والقتل على العلن. آل الأسد والمقربين منهم احتلوا المرتبة الأولى بارتكاب هذه الجرائم التي من المفترض أن يكون عقابها الإعدام أو السجن المؤبد، لكنها نسيت وتغاضوا عنها لأن السلطة تخاف من المتسلطين. “هلال الأسد” قائد الدفاع الوطني باللاذقية كان يحق له أن يفعل ما شاء من المخالفات، فإسطبل الخيل بالمدينة الرياضية قد تحول بفضله إلى معتقل يحوي 5000 معتقلة حرة من كافة المحافظات السورية بحسب ما ورد على لسان ناشط إعلامي في اللاذقية.
الخطف لدفع فدية مالية أصبح مهنة تجلب مبالغا خيالية من دم الشعب السوري لترد إليه بقصف يدمر أملاكه ورصاصة تميت، فإذا كانت صبا مقتولة أمام بيتها، يظهر الشاب محمد من حي العوينة باللاذقية مخطوفا من مكان عمله، يتكلم محمد: ” كنت جالسا خلف مكتبي منهمكا بأعمالي بمرفأ اللاذقية، فجأة اقتحم الغرفة رجالا يرتدون الأسود على أجسادهم والخلعة الخضراء “إسواره” بيدهم ليقتادوني مع سيارتي بعد تكبيل يداي وتطميش عيناي، إلى جهة مجهولة وهم يلفظون أبشع الشتائم، خرجت بعد أربعة أيام عندما دفعت أمي لهم 500 ألف ليرة سورية لكنها عديمة القيمة أمام الملايين المدفوعة لهم من قبل عوائل التجار الكبار المخطوفين، ولدت من جديد عقب العذاب الجسدي الذي أضنا جسدي والحرب النفسية التي أفقدتني أعصابي.
صحيح أن هلال الأسد بات مقتولا إلا أن ابنه سليمان عوض مكانه بعنف ولامبالاة من جهة رادعة أكثر منه، فالعقيد المهندس حسان الشيخ من أبناء منطقة بسنادا، قتله سليمان بعدة طلقات نارية أمام أعين أخيه وطفليه والعامة من المارين في الطريق، قد دفنت قضيته معه داخل قبره، وصدر حكم البراءة على الجاني ليعود حرا ويعاود تهديداته لأهل المقتول، ويكبل أيدي المئات ممن خرجوا يطالبون بإعدامه.
بالمقابل كانت قرى وأحياء في اللاذقية المسرح الأوسع لجرائم يتغاضى عنها الجميع، فالحجز على أموالهم وأملاكهم، ومضايقة فتياتهم واحتجازهم كرهائن، واعتقال شبابهم وقتلهم افتراء، عوامل للتهجير الممنهج جراء القمع الشديد الذي يستهدفهم، لكنه أمر طبيعي إزاء مشهد مجند صغير يحمل الفكر الطائفي يأمر عقيد وميليشيات وطنية تقتل بعضها البعض.
ناهيك عن كثرة الحوادث الأخيرة من حرق لمباني حكومية وتكرار العثور على جثث منتشرة على أطراف المدينة مجهولة الهوية والفاعل، كلها نذير شؤم على نظام بات انهياره على حافة الهاوية.
المركز الصحفي السوري – رماح الحوراني