تأتي الاندبندنت في تقريرها الذي نشرته الثلاثاء، وترجمه المركز الصحفي السوري، على حديث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمام مجلس العموم البريطاني، معلناً أن حوالي ال 70 ألفاً، ممن سماهم المعارضة المعتدلة في سوريا، مستعدين لحمل السلام ومحاربة تنظيم الدولة الاسلامية، إذا بدأت بريطانيا ضرباتها الجوية مستهدفةً أماكن تواجد التنظيم.
يأتي هذا العدد ليشكل جزءً رئيسياً للنقاش في مجلس العموم، والذي بدوره سيقرر فيما إذا كانت بريطانيا ستتدخل في سوريا من عدمه، أو على الأقل توسيع دائرة حربها لتعبر حدود العراق. وتتساءل الصحيفة هل سيكون لهذا الرقم دور؟
فقد استحضر رئيس الوزراء البريطاني خلال حديثه هذا، سواء كان ينوي ذلك أم لا، صورة لقواتٍ مدربة، تعدادها 70 ألف مقاتل، مستعدة للانضمام الى بريطانيا وبقية التحالف الدولي في حربهم ضد تنظيم الدولة، وخوض المعارك ضده في الرقة وخارجها.
يقول تشارلز ليستر، من معهد بروكينغز في الدوحة، وهو الذي درس قوات المعارضة السورية منذ عام 2011، هناك ثقة منقوصة في هذه القوات، واعتبر أنها مستعدة لعقد صفقات مع بريطانيا والدول الأخرى، وصنفها كالتالي: الجبهة الجنوبية، وهي على حد تعبيره تحالف فضفاض يعمل حول العاصمة دمشق، مع تعداد يصل لحوالي 25 ألف شخص، وبعدها تأتي قوات تعمل بالقرب من مدينة إدلب، وتعدداهم يبلغ حوالي 20 ألف شخص، وأخيراً مجموعات تحيط مدينة حلب، وعددها حوالي 14 ألف مقاتل.
تتابع الاندبندنت في تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، مع تأكيد الخبير غادي ساري لقناة بي بي سي صحة هذا العدد، وأضاف “لكن المشكلة هي أنهم منقسمون إلى مئات الفصائل، والمنتشرة جغرافياً في جميع أنحاء سوريا، فهم ليسوا تحت قيادة واحدة، فهم ليسوا جيشاً، وبالتالي لا يمكننا القول أن هناك جيشاً سيدعم الجهد الذي ستبذله بريطانيا في محاربة التنظيم.
يعود السيد ليستر للقول : إن المجموعات التي يفكر فيها، تصلح للمشروع الأمريكي لمصطلح “المعتدلين”. ويقول: “هذا يعني أن الشعور القومي هو المحرك لرؤيتهم الاستراتيجية.
فهم محليون من حيث الانتماء، لكنهم يسعون لإعادة المكانة التاريخية السورية كسابق عهدها، كدولة متعددة الطوائف، تتناغم فيها جميع القوميات والطوائف والأجناس، وتتساوى فيما بينها أمام القانون والدولة.”
ولكن حتى الفصائل التي تم فحصها من قبل وكالة الاستخبارات المركزية تدخل في تحالفات مع جماعات توصف بالمتشددة.
وتأتي الاندبندنت على ذكر المحاولات الخارجية لتدريب مجموعات من قوات المعارضة خارج سوريا، وتقول لقد فشلت هذه المحاولات فشلاً مدوياً، فعندما حاولت الولايات المتحدة أن تفعل ذلك، انتهى الأمر مع أربعة مقاتلين فقط، وقد بلغت تكلفة المقاتل الواحد شهرياً ما يعادل 500 دولار .
يقول مايكل ستيفنز، من المعهد الملكي للخدمات المتحدة في الدوحة، يحاول كاميرون وضع قضيته في البرلمان متجاهلً أهم قوتين في سوريا، ولديهما أفضل الفرص لمحاربة التنظيم على الأرض، فالأكراد، الذين أخذوا بالتحرك تحت مظلة أوسع، والمعروفة باسم القوى الديمقراطية السورية، ويبلغ تعدادها ما بين 40-50 ألف جندي.
والقوة الثانية هي النظام السوري، والذي فقد نحو 60 ألف جندي خلال السنوات الخمس الماضية، لكنه لايزال يملك عشرات الآلاف من المقاتلين ممن يسمون جيش الدفاع الوطني، وبالنظر للمكاسب التي حققها مؤخراً، والانتعاش الذي حدث بعد حادث اسقاط تركيا للطائرة الروسية، فقد تبين أنه يمكن أن يعمل بشكل فعال جنباً إلى جنب مع القوات الدولية.
ومع ذلك فإن الخبراء لا يستطيعون نسيان حقيقة قتل نظام الأسد للكثير والكثير من المدنيين، وبالنسبة لبريطانيا وبقية الغرب، إن أي تحالف معه يبقى غير مستساغ.
ما الذي يمكن عمله؟
تختم الاندبندنت بقول للدكتور أندرياس كريج، من قسم كينجز كوليدج للدراسات الدفاعية، حيث قال :”أن الضربات الجوية وحدها لا يمكنها أن تهزم تنظيم الدولة، وإن بناء هيئة اجتماعية سياسية قابلة للحياة تمنح الشعب السوري بديلاً عن جماعة الأسد، هو السبيل الوحيد للقيام بذلك على المدى الطويل، ولا بد من إشراك “الإسلاميين المعتدلين” في أي عملية لإيجاد قوة من المعارضة، مدربة ومجهزة بهدف تهيئة القوات البرية المدعومة دولياً في فترة ما بين ستة إلى 12 شهراً.
ترجمة المركز الصحفي السوري ـ محمد عنان
لمشاهدة المقال في الصحيفة اضغط هنا