عبد الرحمن (اسم مستعار) رجل في الستين من عمره، يعيش في الريف بأحد قرى جبال الأطلس شمالي المغرب، ذهب يوما لاقتناء حقنة الأنسولين من إحدى الصيدليات المجاورة له، لكن ما إن خرج من هناك حتى حاصرته أعوان السلطة.
هل كان تدمير #مخيم_اليرموك ( #فلسطين ) مقصودا لتغيير هويته؟
_من فضلك توقف خذ مسافة أمان وتوقف.
_ ماذا هناك؟ هل من مشكلة (يسأل عبد الرحمن بهلع)
_نعم لقد اتصلوا من الصيدلية وحرارتك مرتفعة من الممكن أن تكون مصابا بفيروس كورونا.
صدم الرجل وتسمر مكانه وتجمدت ملامحه خوفا.
تم نقله مباشرة إلى المستشفى الإقليمي إمزورن بإقليم الحسيمة من أجل إجراء التحليلات اللازمة وقطع الشك باليقين، وقد نقلوا معه رجلا آخر يشك أيضا بأنه حامل للفيروس.
أدخلوهم في غرفة داخل المستشفى وتركوهم هناك يومان ولا رد من أحد، ازداد هلع عبد الرحمن خصوصا وأن مشاركة في الغرفة تزداد حالته سوءا من اختناق وارتفاع حرارة.. على عكسه هو، فبادر بالصراخ لإخراج الرجل من الغرفة خوفا من أن يعاديه.
وفعلا تم نقل الرجل من هناك للقيام بالإجراءات اللازمة، وأخبروا عبد الرحمن أن تحليلاته سلبية وأنه يمكنه المغادرة وأخبروه هذا في العاشرة ليلا.
لم يستطع السفر وهو عجوز لوحده والليل كان قد أرخى ستائره والتجوال في تلك الساعة كان محظورا، ففضل البقاء على أن يغادر صباحا وأخبر أسرته بذلك، لكن في الصباح حدث ما لم يكن بالحسبان.
لقد منعوه من الخروج مرة أخرى!
_لا يمكنك المغادرة الآن..
_وما السبب أنا لست مصابا، ما الداعي لوجودي هنا؟ (يسأل عبد الرحمن مستفسرا بتعجب!)
_لقد سمحت لك بالخروج في الليل لكنك لم ترحل.
_لم أستطع المجازفة، بالإضافة أنه يمنع الخروج بعد الساعة السادسة.
_إذن فلتبقى ضيفا معنا.
كاد الرجل أن يجن، لم يفهم أي شيء من هذا وما الداعي لذلك، أما عن أسرته فحالها لا يقل عن حاله خصوصا بعد أن جاء ابنه لزيارته ومنعوه أيضا!! وتركوه هناك أسبوعا بالتمام من يوم دخوله للمشفى.
كان الخوف يدب في أوصاله، خوف مما سيأتي، ومصيره المجهول هنا، هدأت أعصابه واتصل بابنه مرة أخرى لحل الأمر، جاء وتحدث من المسؤولين هناك وإحدى معارفه اتصلوا بهم وسمحوا له بالخروج من المشفى أخيراً.
لم تكن هذه القصة الوحيدة التي كاد أن يذهب صاحبها ضحية الاستهتار والمحسوبية والفوارق الاجتماعية؛ وما حصل ما هو إلا وجه لعملة وجهها الثاني خنق المواطن وقتل الحياة الكريمة للمعوزين والفقراء.
بقلم: أضبيب صليحة
المركز الصحفي السوري