الإعلام منشغل بفوز ترامب.. ونسي حلب المحاصرة تغرق بالجوع بعد نفاد مخزونها من المساعدات

بعد أن كانت الصحف العالمية والعربية وكافة وسائل الإعلام بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي منشغلة بمعركة فك الحصار عن حلب، ومتعاطفة مع أهالي حلب الشرقية في دعوة منهم لتسليط الضوء على معاناتهم في ظل الحصار، وغص التويتر بهاشتاغات (#حلب تنتصر)، و(#أنقذوا حلب)، إلا أنها مالبثت أن نسيت حلب وأهلها وتنشغل بما هو أهم منها، ألا وهو فوز المرشح الأمريكي “دونالد ترامب” بمنصب رئيس الولايات المتحدة، الذي شغل بفوزه الكبير والصغير وألهى العالم عن المجازر التي يرتكبها النظام يوميا، لتكون حلب في مقدمة المدن التي لها النصيب الأكبر منها.

ولعل الإعلام بشكل عام ينساق وراء مايحدث ضجة إعلامية أو ماهو متداول، ويغيب مايستحق أن نطلع العالم على مايجري فيه، فمن يتابع مايجري في حلب عقب تمكن النظام من استعادته السيطرة على مشروع 1070 شقة ومدرسة الحكمة، ويحاول السيطرة على الأكاديمية العسكرية لتضييق الخناق أكثر على المدنيين الذين يعيشون حياة لاتشبه الحياة فهم محاصرون من كافة الجهات في ظل حالة مأساوية من نقص في الغذاء والدواء وكافة المستلزمات الأساسية.

ومن جانبها أعلنت الأمم المتحدة اليوم الخميس أن فرقها في حلب قامت بتوزيع آخر الحصص الغذائية على الأهالي حيث وصلتهم آخر دفعة في تموز الماضي، ولم تتمكن بعد ذلك من إدخال أي نوع من المساعدات للأحياء الشرقية المحاصرة بسبب عدم إعطاء النظام لهم الضوء الأخضر، وهذا ينذر بحدوث كارثة إنسانية لا تحمد عقباها على غرار ما حصل في مضايا وربما أكثر إذ يعيش ضمن هذه الأحياء ما يقارب ربع مليون شخص.
وعن ذلك يخبرنا أحمد السالم وهو عنصر في الدفاع المدني بحلب:” حالة مزرية وصلت إليها المدينة في ظل صمت مخيف، ولا يكاد يسمع لصوتنا صدى عند أحد، فالعالم المتخاذل يحتفل بفوز ما وصفه معظم من عرفه بالمجنون، وأطفالنا تموت جوعا وظلما وتحت رحمة الطائرات المنتقمة التي لاتفارق سماءنا، لا في الليل ولا في النهار، والنظام يواصل التقدم والتمرد ونحن هنا نعيش في قلق وتوتر، ولانعلم ما تخبئه لنا الأيام القادمة”.
يصعب على العقل استيعاب ما يجري في حلب، فالمواد المتبقية لا تكفي أولئك المحاصرين سوى بضعة أيام وهي عبارة عن أرز وبرغل وعدس وبعض المعلبات، وإن وجد بعض من المواد الأخرى في السوق فتكون بأسعار خيالية لا يمكنهم شراؤها.

“انو الأمم المتحدة لحد الآن ما عرفت تلاقي صيغة تفاهم مع النظام ليقدروا يدخلوا عالأقل حليب للأطفال؟! هالشي بدل على أنو النظام هوي المسيطر والأمم المتحدة ناطرة أوامرو”، هذا ما قاله أبو عبدو من حي الشعار بعد أن ضاق به الحال ويئس من وعود الأمم المتحدة بإيجاد حل قريب لهم، ومع استلام ترامب كرسي الرئاسة هناك تكهنات كثيرة لا نعلم أيا منها سيصيب، بعد أن وعد بحل الملف السوري فور تسلمه.

المركز الصحفي السوري ـ سماح الخالد

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist