ذكر تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أن مسؤولاً إماراتياً رفيع المستوى قدّم 250 ألف دولار للصحفي محمد فهمي الذي كان يعمل بقناة الجزيرة.
وقالت نيويورك تايمز إن المبلغ الذي عرض من قبل الإمارات جاء لتغطية إجراءات دعوى قضائية رفعها الصحفي محمد فهمي ضد قناة الجزيرة رغم مرور عامين على إطلاق سراحه من سجون السلطات المصرية.
نيويورك تايمز كتبت تحت عنوان “صحفي ينضم لصف سجَّانِه في سياق نزاعٍ خليجي غريب” إن الصحفي لم يرفع الدعوى القضائية ضد السطات المصرية التي سجنت وإنما ضد القناة التي عمل بها.
وفق نيويورك تايمز شارك فهمي، البالغ من العمر 43 عاماً، بشغفٍ في عقد مؤتمر صحفي مؤخراً في واشنطن ليؤيد الاتهامات السعودية والإماراتية بأنَّ قطر والجزيرة تتآمران مع المتطرفين الإسلاميين. وقال: “مُنِحَت قطر الكثير من الفرص، وتم تحذيرها مراتٍ عديدة”، مُشيداً بالحصار السعودي والإماراتي ضد قطر.
لكنه وفق تقرير نيويورك تايمز اعترف في مقابلةٍ هاتفية مؤخراً بأنَّه تلَّقى ما وصفه بأنَّه “قرضٌ” من العتيبة لتمويل تكاليف الدعوى القضائية ضد قطر. وقال فهمي إنَّ السفير كان صديقاً له منذ أن التحقا بمدرسة كايرو أميركان كوليدج الثانوية معاً في مصر، وكان واحداً من عدة أشخاص طلبوا دعماً مالياً.
وأصرَّ على أنَّ أموال الدعوى ذهبت إلى طرفٍ ثالث رفض فهمي ذكر اسمه. وقال “لم أتلقَّ قرشاً واحداً من يوسف”.
ومن ضمن ما جاء في التقرير الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز، الذي بإمكانكم قراءته كاملاً من هنا، جاء أنه عقب إطلاق سراحه، بدأ فهمي أيضاً في مراسلة العُتيبة. على سبيل المثال، عندما أقام فهمي مؤتمراً صحفياً بالقاهرة في مايو/أيار 2015، أرسل العُتيبة بريداً إلكترونياً ليعرض تغطية المؤتمر من قبل شبكة سكاي نيوز عربية الإخبارية المرتبطة بالإمارات.
ورد فهمي على رسالة العُتيبة قائلاً: “سيكون أمراً رائعاً أن تغطي سكاي نيوز المؤتمر مباشرةً، وأعتقد أنَّه يمكن إتمام الأمر إذا لفتنا انتباه رئيسها التنفيذي”.
وطلب أموالاً أيضاً وفق تقرير نيويورك تايمز إذ كتب فهمي في نفس الرسالة: “أريد قرضاً شخصياً مع اتفاقٍ مكتوب للسداد مرة أخرى بالإضافة إلى فائدة و/أو هامش ربح”.
ويبدو أنَّه جرت الموافقة على طلبه، ففي أكتوبر/تشرين الأول من ذلك العام أرسل العُتيبة بريداً إلكترونياً لرجل أعمالٍ مصري يُدعَى توفيق دياب، وتربطه به صلة قرابة، لتدبير تحويل مبلغ 250 ألف دولار أميركي لحساب باسم فهمي في البنك الملكي بمدينة مونتريال الكندية. (قال فهمي في المقابلة الصحفية إنَّ هذا الحساب يخص طرفاً ثالثاً لم يُفصِح عن اسمه، وأنَّه لم يكن على علم حتى ذلك الوقت بمشاركة توفيق دياب في الأمر).
وبعد أيامٍ قليلة لاحقاً، أكد فهمي استلام الأموال؛ إذ كتب قائلاً: “الأموال وصلت”، ووعد بإعداد تقرير عن التطورات كانوا يخططون لإرساله فيما يبدو إلى أبو ظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، وأضاف فهمي قائلاً: “سيبدأ فريقي هنا في العمل على الضغط على وسائل الإعلام لإحياء القضية من جديد في وسائل الإعلام الأميركية”.