يعاني الأهالي من ارتفاع شديدٍ في الأسعار وخاصة أسعار الألبسة، مع اقتراب موسم الشتاء يزداد الطلب على اللباس ويكون شراؤها ضرورياً للجميع.
أم عمر .. إحدى المهجرات قسراً إلى الشمال السوري، أم لستة أولاد، لن تستطيع تأمين ألبسة أولادها الشتوية هذا العام، فالأسعار كما تقول فاقت طاقتها وقدراتها، تقول أم عمر ” لن نستطيع شراءَ ألبسةً جديدة للشتاء هذا العام، فالأسعار ارتفعت بشكل شديد، وكل ما أملكه لا يكفي لشراء جاكيت شتوي واحد لولدي الصغير”، الحيرة والحسرة على ملامح أم عمر تكاد ترسم على جميع الوجوه، فالحال واحد والهجرة لم تترك في اليد حيلة.
لم يكن أمام أم عمر إلا التوجه إلى محال بيع الألبسة الأوروبية المستعملة “البالة” فهي الحل الوحيد لها كما تقول “لم يكن أمامي إلا التوجه إلى محلات البالة، فهناك أشتري لأولادي جميعاً وأكسيهم، واستغني عن تكاليف الألبسة الجديدة غالية الثمن، اشتريت الكنزات الشتوية والجاكيتات والقبعات للأولاد، ولم يكلفني الأمر كثيراً فبسعر جاكيت جديد استطعت تلبية احتياجات أولادي الخمسة “، فمحلات البالة تنتشر وبكثرة في الشمال السوري، مئات المحلات والبسطات أصبحت ذات إقبال وأهمية كبيرة .
أم أحمد إحدى النساء العاملات في ذلك المجال، فعملها في الألبسة المستعملة يؤمن لها قوت يومها ومصاريف المنزل وتصف العمل بتيسير أمور الناس ومعيشتهم، تقول أم أحمد “عملت في البالة منذ قرابة السنتين، فأسعارها رخيصة وأرباحها جيدة، تأتي الألبسة على هيئة طرود مختومة، أقوم بفرزها لأصناف وأعرضها للبيع كنت أعمل في هذا المجال لأساعد الناس على تلبية احتياجاتهم من الألبسة، فالعوائل ذات الدخل المحدود مثلي لن تقدر على شراء الألبسة الجديدة” .
لا تقتصر الألبسة الأوروبية القادمة في الطرود على المستعمل فقط، فكما تقول أم أحمد إنّ معظمها يأتي جديداً في الأكياس نتيجة تنسيق المعامل للبضاعة القديمة، يستمر إقبال الناس الشديد على تلك الألبسة مع ارتفاع مستمر بالأسعار، لا يعلمون إلى متى هذا الحال لكن إقبالهم يحكي أن الحاجة للثياب أهم من الوسائل والطرق.
بقلم : ريم مصطفى