نجحت القوات الكردية أمس في استعادة بلدة تل أبيض على الحدود السورية – التركية، بعد ساعات فقط من هجوم مباغت شنه تنظيم الدولة عليها.
وتزامن ذلك مع جدل كردي – تركي في شأن خطط مزعومة لتوغل الجيش التركي في الأراضي السورية بهدف إبعاد عناصر «التنظيم» عن الحدود وفي الوقت ذاته منع الأكراد من إقامة كيانهم الخاص في الجانب السوري من الحدود. وأصدر حزب الاتحاد الديموقراطي، أكبر الأحزاب الكردية السورية، بياناً أمس حذّر فيه الأتراك من شن عملية عسكرية في سورية، واصفاً ذلك بأنه تصرف «متهور» ستكون له تداعيات «محلية وإقليمية ودولية».
وقالت «وحدات حماية الشعب» الكردية أمس إنها طردت متشددي «التنظيم» الذين دخلوا الحي الشرقي لتل أبيض الثلثاء. وأوضح الناطق باسم هذه الوحدات ريدور خليل: «الوضع في تل أبيض انتهى وتحت السيطرة. كانوا يعدون لعملية كبيرة مثل كوباني»، في إشارة إلى الهجوم المباغت الذي شنه «التنظيم» قبل أيام على هذه البلدة التي تُعرف أيضاً باسمها العربي «عين العرب».
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» استعادة الأكراد تل أبيض، لكنه اشار إلى أن عناصر «التنظيم» ما زالوا ينتشرون في العديد من المناطق المفترض أنها صارت تحت سيطرة الأكراد في شمال سورية قرب الحدود التركية.
ورأس الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الإثنين اجتماعاً لمجلس الأمن القومي ناقش اقتراحات خاصة بسورية بينها ارسال الدبابات والجيش لاحتلال منطقة عازلة بطول 110 كلم وعمق 33 كلم.
وأثار ذلك حفيظة أكراد سورية، إذ قال حزب الاتحاد الديموقراطي (الذي تُحسب عليه «وحدات حماية الشعب»)، في بيان أمس، إن «أي تدخل عسكري في روجافا (مناطق الأكراد في سورية) ستكون له تداعيات محلية وإقليمية ودولية، وسيساهم في تعقيد الوضع السياسي في سورية والشرق الأوسط، وسيهدد الأمن والسلام العالميين». ودعا حلف الناتو إلى منع تركيا من القيام بتدخلها «المتهور»، مؤكداً أن الأكراد لا يسعون إلى أقامة دولتهم المستقلة.
في غضون ذلك، نشر «جيش الإسلام»، أبرز فصيل إسلامي مقاتل في ريف دمشق، شريط فيديو الأربعاء على الإنترنت، يتبنى فيه إعدام 18 عنصراً من تنظيم الدولة (بينهم سعودي وكويتي)، رداً، وفق قوله، على إقدام هذا التنظيم على إعدام 12 عنصراً من فصائل قاتلت ضده عبر قطع رؤوسهم. واعتمد الشريط الذي أعدّه «جيش الإسلام»، تقنيات تصويرية ومؤثرات صوتية وموسيقية شبيهة بتلك التي يستخدمها «التنظيم».
الحياة