استياء سعودي على تويتر من موقف مصر بشأن سوريا

أثار تصويت مندوب مصر في مجلس الأمن لصالح تأييد مشروع القرار الروسي بشأن سوريا ردود فعل غاضبة لدى السعودية، والتي وصفت التصويت بـ”الأمر المؤلم”، فيما اشتعل موقع التواصل الاجتماعي تويتر بوسم #مصر_تصوت_لصالح_المشروع_الروسي، حاملًا انتقادات واسعة للموقف المصري.

عبدالرحمن بدوي وصبري عبدالحفيظ من القاهرة: جاء التصويت المزدوج والمتناقض لمندوب مصر في الأمم المتحدة عمرو أبو العطا على مشروع القرار الفرنسي بفرض حظر جوي فوق حلب ووقف عمليات القصف، ومشروع القرار الروسي الذي يقضي بـ”وقف الأعمال القتالية”، صادماً للكثير من السياسيين والمراقبين، ولاسيما المندوب السعودي في الأمم المتحدة.
مندوب مصر في الأمم المتحدة عمرو أبو العطا
غرد الكاتب السعودي المعروف، جمال خاشقجي، منددًا بتصويت مصر لصالح المشروع الروسي بشأن الأزمة السورية في مجلس الأمن: “الدبلوماسية المصرية غريبة، صوتت مع مشروع قرار فرنسي بمجلس الامن يفرض حظر طيران فوق حلب، ثم صوتت لمشروع روسي يناقضه خلال أقل من ساعة!”. وقال خاشقجي في سلسلة تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “مصر تحتاج لمن يذكرها أنها تمثل العرب في مجلس الامن”.

وانتقد سلمان الانصاري، رئيس اللوبي السعودي في أميركا، وما يُعرف باسم “سابراك”، قيام مصر بالتصويت لصالح مشروع القرار الروسي حول سوريا، خلال جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مساء السبت، قائلًا في تغريدة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر: “عذرًا يا جمهورية مصر العربية، ولكن تصويتك لصالح مشروع قرار روسيا في مجلس الأمن يجعلني أشكك في أمومتك للعرب وللدنيا!”.

واستنكر المعارض السوري بسام جعارة، تصويت مصر لصالح المشروع الروسي بشأن الأزمة السورية في مجلس الأمن. وقال في تغريدة عبر حسابه على موقع تويتر: “ليس المؤسف أن يكون موقف ماليزيا والسنغال أقرب من موقف مصر، كما قال المندوب السعودي في الأمم المتحدة، بل المؤسف أن يستمر الدعم الخليجي للسيسي”. وعقد المغردون السعوديون مقارنات واسعة لموقف مصر من سوريا أيام وجود الرئيس السابق محمد مرسي في الحكم وبين موقف الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.

تصويت مؤلم
وكان مندوب المملكة لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي، قد وصف تصويت مندوب مصر في مجلس الأمن لصالح تأييد مشروع القرار الروسي بشأن سوريا؛ بالأمر المؤلم، مضيفًا “الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى الموقف التوافقي العربي من موقف المندوب العربي. هذا بطبيعة الحال كان مؤلمًا، لكن أعتقد أن السؤال يوجه إلى مندوب مصر”.

وتابع المعلمي في تصريحات صحفية عقبت الجلسة، قائلًا: “كانت تمثيلية مهزلة بتقديم قرار مضاد لم يحصل إلا على 4 أصوات، مستطرداً: “أنا أرثو الجهات التي صوتت لصالح القرار؛ لأنها واجهت رفضًا عنيفًا وقويًّا. اليوم يوم مظلم بالنسبة إلى الشعب السوري، لكن الشعب السوري لا يعرف الظلام ولا يعرف اليأس وسينتصر بإذن الله تعالى”.

وكانت مصر، قد صوتت ضد فرض هدنة في حلب مؤيدة بذلك مشروع القرار الروسي في هذا الشأن، لتخالف القاهرة بذلك الدول العربية وذلك في واحد من أغرب المواقف الدبلوماسية المصرية والذي ربما يؤدي الى جدل عربي كبير. واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار فرنسي حول حلب في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف القتال والغارات الجوية على المدينة، كما يدعو إلى هدنة ووصول المساعدات الإنسانية إلى مختلف المناطق في سوريا، قبل أن تفشل بتمرير مشروع قرار آخر قدمته لإحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا، لكنه لم يطالب بوقف الغارات الجوية.
ليس متناقضًا
هذا وقال مصدر دبلوماسي في وزارة الخارجية لـ”إيلاف” إن مصر لم تدخل في لعبة التوازنات السياسية في سوريا، مشيرًا إلى أن التصويت لمصلحة القرارين في الوقت نفسه، لم يكن متناقضًا.

وأضاف أن مصر صوّتت لمصلحة الشعب السوري، من أجل إنهاء مأساته، لافتًا إلى أن القرارين متناغمان في عملية إيقاف العنف والسماح بتوصيل المساعدات إلى المنكوبين من أعمال القتال.

من جهته، دافع مندوب مصر لدى الأمم المتحدة، السفير عمرو أبو العطا، عن قراره بالتصويت لمصلحة القرارين، وقال “إن مصر تؤيد كل الجهود الهادفة إلى وقف مأساة الشعب السوري، وإنها صوّتت بناءً على محتوى القرارات، وليس من منطلق المزايدات السياسية التي أصبحت تعوق عمل مجلس الأمن”.

رجل يبكي على أنقاض منزله في سوريا

أضاف أبو العطا في بيان له أن “السبب الرئيس في فشل المشروعين يعود إلى الخلافات بين الدول دائمة العضوية في المجلس”، معربًا عن أسفه “إزاء عجز مجلس الأمن عن اتخاذ قرارات فاعلة لرفع المعاناة عن الشعب السوري والقضاء على الإرهاب في سوريا نتيجة تلك الخلافات”.

التسوية ممكنة
وأرجع تصويته على القرارين الفرنسي والروسي في الوقت نفسه، إلى وجود “عناصر مشتركة عدة بين المشروعين المتنافسين، وتتلخص في وقف استهداف المدنيين السوريين، ودعم النفاذ الإنساني ووقف العدائيات وفقًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصِّلة، وضرورة التعاطي الحاسم مع استخفاف بعض الجماعات المسلحة بمناشدات المجتمع الدولي لها بعدم التعاون مع التنظيمات الإرهابية”.

ولفت إلى أن “المشروعين يعطيان أولوية لوقف العدائيات في حلب، ويحثان على استئناف العملية السياسية والمفاوضات حول المرحلة الانتقالية في سوريا”، مشيرًا إلى أن “التسوية ممكنة على أساس تلك العناصر إذا خلصت نوايا القوي المؤثرة في الصراع على الأرض”.

ووجه مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة نداءً إلى القوى الدولية والإقليمية والداخلية في سوريا بـ”تجنب الصراعات والمطامع السياسية والنعرات الطائفية من أجل إنقاذ الشعب السوري من المآسي التي يعاني منها يوميًا”.

وينص مشروع القرار الفرنسي على “وقف إطلاق النار في حلب وفرض حظر للطيران”، وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، إنه يجب على “مجلس الأمن التحرك فورًا لإنقاذ مدينة حلب السورية من الدمار جراء حملة الضربات الجوية السورية والروسية”.

وأضاف خلال جلسة مجلس الأمن الطارئة أمس: “أمام الرعب، على مجلس الأمن أن يتخذ قرارًا بسيطًا: المطالبة بتحرك فوري لإنقاذ حلب، والمطالبة بوقف ضربات النظام وحلفائه، والمطالبة بوصول المساعدة الإنسانية بدون عراقيل. هذا هو الوضع في حلب”.

تصفية حسابات
أما السفير محمد جمال الدين، مساعد وزير الخارجية المصري السابق، فقال لـ”إيلاف” إن الموقف المصري ليس متناقضًا، مشيرًا إلى أن مصر تعمل لمصلحة إنهاء أزمة الشعب السوري. وأضاف لـ”إيلاف” أن الأزمة في سوريا جاءت بسبب وجود تحالفات سياسية إقليمية ودولية تصفي صراعاتها على الأراضي السورية وبدماء شعبها.

ولفت إلى أن مصر منذ بدء الأزمة السورية لم تتورط في الصراع الدائر هناك، وتتخذ مواقف لمصلحة الشعب السوري، منوهًا بأن مصر لا تؤيّد نظام بشار الأسد، ولا تؤيد في الوقت نفسه الجماعات المسلحة التي تتصارع نيابة على دول أخرى في الأرض السورية.

وقال إن مصر تؤيد مطالب الشعب السوري، وتعمل على وجود حل سياسي للأزمة، يحفظ مؤسسات الدولة، ويحفظ الوحدة السورية، وألا يتم تقسيمها على أساس مذهبي أو عرقي. وأشار إلى أن الموقف لا يؤشر إلى وجود خلافات جوهرية مع السعودية، معتبرًا أنه خلاف في وجهات النظر وطريقة إنهاء مأساة الشعب السوري.

ووصفت مندوبة دولة قطر لدى الأمم المتحدة، علياء آل ثاني، الموقف المصري بـ”المؤسف”. وقالت إنه “من المهم الآن هو التركيز على ما يمكن فعله لمواجهة فشل مجلس الأمن في حل الأزمة السورية بعد استخدام روسيا الفيتو للمرة الخامسة”.

إيلاف

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist