خمسة أعوام لحرب امتدت على كامل مساحة الأرض السورية، كافية لتحويل البلد إلى مجال تصدير الأعضاء البشرية، وتغدو أعضاء السوريين على مختلف حالهم ما بين تيل ومشرد ولاجئ، سلعاً تباع في متاجر الغرب، التي تمتلك فيها أوربا حصة، لتستباح أجساد السوريين بعد أن استبيحت دماؤهم.
وفي وقت باتت تعتبر فيه مستشفيات تركيا مركزا لتصدير أعضاء السوريين التي تتم سرقتها، أكد نشطاء أن مراكز اللجوء في لبنان وتركيا تشهد نشاطاً كبيراً لهذه العصابات، حيث تقدر بخمسة آلاف عصابة، تعمل على الحدود، يكشف الطبيب “أبو عبد الرحمن” يعمل على الحدود اللبنانية “انتشرت العصابات التي تتاجر بقرنية العين التي تباع بأسعار باهظة خارج سورية والتجار يستغلون حاجة المواطن السوري إلى المال في ظل الظروف المعيشية الصعبة وبحث المواطن عن أي وسيلة لتأمين قوته، فنشطت العصابات وطبعاً القائمون على هذه الجرائم يرغبون عادة بقرنية عيون صغار السن الأمر الذي يجعل جلّ ضحايا هذه الجرائم من الأطفال بين الخامسة والعاشرة.
كان الفقر وحده كفيلاً بدفع المواطن اليائس المحتاج إلى المال لبيع كليته إلا أن الحرب في سوريا قدمت المزيد من الفرص لهذه التجارة، كالتجارة بالأعضاء البشرية.. للجرحى والمعتقلين واللاجئين، وبذلك تعززت هذه التجارة، وفي ظل تطور العلم وسهولة زراعة معظم أعضاء الجسم البشري.
يكشف السجين المفرج عنه “أبو صلاح” (43 عاماً) من مدينة إدلب عن جرائم تجارة الأعضاء البشرية للنظام السوري قائلاً “النظام السوري وراء عمليات بيع أعضاء لمعتقلين معارضين، فسياسة بيع الأعضاء البشرية، كانت السبب الرئيسي وراء عمليات القتل الممنهج الذي يتعرض له المعتقلون لدى النظام.. آه نقل أحد السجناء في المهجع الذي كنت أحتجز فيه “سجن صيدنا” وكان من المقربين، وبعد عدة ساعات جاء نبأ وفاته المفاجئ، ومع مرور الوقت تبين أن الأطباء في المشفى على صلة مباشرة مع الأجهزة الأمنية، وكانوا هؤلاء تقاضوا مالاً كثيراً نظير كل معتقل يتم نقله إلى المشافي العسكرية، التي تقوم بعملية قتل المعتقل وتشريح جثته ونزع أعضائه.. فالمال نزع مخافة الله من قلوبهم وألغى قسَمَهم المهني”
وفيما يتعلق باللاجئين السوريين، بدأت جريمة بيع الأعضاء بإعلانات تنشر على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالهجرة، ووصل الأمر حتى تسمية الصفحات ب “كلى للبيع” على موقع “فيس بوك”، الأمر لم يتوقف على الكلى فقط بل تعدى الكبد والرئة.
وألقى تقرير بثّته قناة “أورينت نيوز” المناهضة للنظام السوري الضوء على عصابات بقيادة شبيحة، يقومون بجرائم القتل والإتجار بالأعضاء البشرية، أوضح التقرير أن هذه العصابات تنشط في مناطق حلب وريفها الشمالي حتى مدينة أورفا التركية.
يدمدم أبو صلاح بصوت حزين “آه.. آه لقد وقع الأهل في سوريا بيد أناس لا ترحم.. تجار بشر.. قتلة بالصواريخ المدمرة.. نظام يجوّع الناس بشكل جماعي .. وحدك يا الله من سينجينا من الظلم الذي طالت جولته”.
المركز الصحفي السوري– بيان الأحمد