نشرت جريدة الواشنطن تايمز في عددها الصادر اليوم الجمعة مقال عن الاجتماع الدولي في فيينا، وقام المركز الصحفي السوري بترجمة هذا المقال إلى العربية والذي جاء فيه:
يجتمع في العاصمة النمساوية فيينا، اليوم الجمعة، أكبر الدول الداعمة والمعارضة للحكومة السورية، سعياً منها للخروج بتسوية طال انتظارها، والمساعدة في إنهاء الحرب الدائرة في البلاد منذ أربعة أعوام ونصف، ومن المحتمل أن تتضمن هذه التسوية خروج بشار الأسد من السلطة.
في العاصمة النمساوية، كان وزير الخارجية الأمريكية جون كيري يجري مفاوضات مع وزراء خارجية وممثلين رفيعي المستوى لأكثر من 18 دولة، من بينهم ولأول مرة إيران، الأمر الذي سيجعل هذه المفاوضات أكبر اجتماع دولي حصل حتى الآن لمناقشة مستقبل سوريا. وكانت روسيا أكبر داعمي الأسد حاضرة أيضاً في الاجتماعات، جنباً إلى جنب مع العديد من الحلفاء العرب والأوروبيين الأكثر تأثيراً على الساحة الدولية.
اتفق معظم المشاركين على أن المحادثات تشير إلى حدوث نوع من تقدم، ولكن مع عدم ظهور في الأفق بوادر نهاية لهذه الحرب، كان الضغط أكبر على جميع الأطراف لإيجاد نوع من التقاطع في خطة “التحول السياسي”، الخطة التي قد تنجح بإقناع حكومة الأسد، ومجموعات المعارضة المسلحة إلى وقف القتال، والسماح للقوى العالمية بالتركيز على التزامهما المشترك لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، وإلى الآن لم يحدث أي نوع من الاختراق في المفاوضات.
بالتزامن مع المحادثات الحاصلة في فيينا، ذكرت مصادر في المعارضة السورية عن استهداف قوات النظام بمجموعة من الصواريخ الموجهة تسببت بمقتل أكثر من 40 شخص في مدينة دوما بريف دمشق.
أسفر النزاع عن مقتل أكثر من 250 ألف شخص، بالإضافة إلى تشريد أكثر من 11 مليون شخص منذ عام2011، وظهور بعض التنظيمات المتطرفة، وإشعال أزمة اللاجئين التي عمت جميع أنحاء أوروبا.
قال كيري في تصريح له للصحفيين ” كلي أمل في إيجاد نحو الأمام” قبل أن يضيف: ” ولكنه أمر صعب للغاية.”
وقد شهدت هذه المحادثات تخفيف في حدة مطالبة كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وغيرها من القوى برحيل الأسد الفوري عن السلطة، والتنازل إلى حد القبول ببقائه في منصبه لعدة أشهر خلال الفترة الانتقالية بشرط تقديمه الاستقالة عند نهاية العملية الانتقالية، الأمر الذي رفضته بقوة كل من روسيا وإيران أكبر الداعمين لنظام الأسد قائلين ” إن القيادة السورية لا يمكن أن تفرض من الخارج”، لكن وخلال الأسابيع الأخيرة فقد أظهر كلا البلدين مزيداً من المرونة ، الأمر الذي تحدث عنه الكثير من الدبلوماسيين الغربيين خلال لقاءاتهم مع نظرائهم الروس والايرانيين الذي أظهروا جانباً من عدم التشبث بشخص الرئيس بشار الأسد.
وقد ساد المحادثات جو من التأكيد على البحث عن حل توافقي، حيث قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس” على الأسد التنحي “في لحظة أو أخرى.” بينما صرح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في وقت سابق من هذا الأسبوع “يجب على الأسد ترك منصبه “ضمن إطار زمني محدد”.
لقد مثل مستقبل الأسد حجر العثرة لجميع الجهود التي بذلت لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ عام2011، فقد طلب الرئيس باراك أوباما من الأسد ترك السلطة بعد أشهر قليلة من اندلاع الثورة في بلاده، الأمر الذي رفضته روسيا بشدة وأصرت على أن أي حكومة قادمة في سوريا يجب أن تكون بالتراضي بين كل من الحكومة والمعارضة.
وتضيف الواشنطن تايمز في مقالها الذي ترجمه المركز الصحفي، أنه حتى في حال توصلت الدول المجتمعة في فيينا إلى اتفاق حول مصير الأسد، فإن ذلك لن ينهي كل شيء، بل سيكون على السوريين أنفسهم إيجاد طريقة لوقف القتال بين الجيش والجماعات المسلحة الأخرى وكيفية تقاسم السلطة، بالإضافة إلى وضع دستور جديد يحكم البلاد، وإيجاد الحل الأنسب للتعامل مع الجماعات المتطرفة العاملة على الأرض السورية، ومحاسبة مرتكبي الجرائم.
أي من هذه القرارات تبدو غير قابلة للتحقيق دون اتفاق أولي حول واضح لمستقبل الأسد.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، لقد تبادت بلاده والمملكة العربية السعودية قوائم بأسماء جماعات معارضة مسلحة والتي يجب إشراكها في محادثات السلام في المستقبل، قضية مهمة أخرى تطرح وهي الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة وتصنف نفسها على أنها معتدلة.
اضغط هنا للقراءة من المصدر
ترجمة المركز الصحفي السوري ـ محمد عنان