ضغط المسؤولون الأتراك خلال الأشهر الماضية على الروس، وتمكنوا في السابع عشر من أيلول الماضي من الحصول على اتفاق سوتشي الذي لايزال متعثرا ولم تطبق أي من مخرجاته.
تم الاجتماع بين الرئيسين التركي أردوغان والروسي بوتين بعد مشاورات ومباحثات بين مسؤولي البلدين في مدينة سوتشي الروسية، ليتم الاتفاق على إنشاء منطقة منزوعة السلاح بين مناطق سيطرة المعارضة والنظام شمال سوريا، إضافة لفتح الطريقين الدوليين حلب دمشق وحلب اللاذقية وصولا للحدود التركية، إلا أنه وبعد تنفيذ فصائل المعارضة نفذت الاتفاق فورا وسحبت سلاحها الثقيل من المنطقة المفترضة لكن النظام لم يلتزم بشيء من الاتفاق.
بعد ولادة الاتفاق عمل الروس والإيرانيون على قتل الاتفاق والمنفذ هو النظام فبدأ بقصف المنطقة بما تضمه من قرى وبلدات ومدن وخاصة أرياف حماة الشمالي وإدلب الشرقي وحلب الغربي بعشرات القذائف والصواريخ وارتكب العديد من المجازر، وحاول عدة مرات التسلل لنقاط رباط الثوار الذين يملكون أسلحة خفيفة ومتوسطة .
يقول السوريون أن سوتشي ولد ودخل غرفة الانعاش ولم يخرج منها إلى حد هذه اللحظة في ظل قيام النظام بقتله ودس السم فيه وإفشاله وذلك بالتعاون مع روسيا وإيران وذلك بهدف إثارة حرب نفسية لخلخلة الأمن في الشمال السوري.
روسيا هي الأخرى وقعت اتفاق سوتشي لكنها غير راضية عنه رغم تصريحاتها بضرورة تطبيقه، في حين تسعى تركيا لتطبيق الاتفاق ودعمه وإحيائه وإخراجه من الانعاش وإنقاذه من الموت.
يرى العديد من المحللين أن الاتفاق غير مؤهل في الفترة الراهنة لتطبيقه على الأرض أو أنه في الأصل غير مناسب نظرا لتباعد وجهات النظر بين النظام والمعارضة، وقتل النظام للسوريين في كل يوم وعدم التزامه بالهدن والقرارات الدولية ولو لمرة واحدة.
ويرى أخرون أن وجود بعض الفصائل الغير راغبة بالاتفاق والتي تنظر إليه بأنه اختراق للشمال السوري من قبل روسيا والنظام وتعارض كثيرا من فقراته ولاسيما فتح الطرقات الدولية وتسيير دوريات روسية وتركية مشتركة على أراضي المعارضة.
وفي نهاية المطاف يبقى اتفاق سوتشي رهينة تجاذبات سياسية بين الدول الاقليمية والعالمية ورهن المصالح الدولية في سوريا التي أصبحت كعكة يعمل الجميع على أكلها.
المركز الصحفي السوري