أكدت مصادر مطلعة لـ”العرب” عن استعدادات تجري في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن للإعلان عن إنشاء إقليم خاص على خطى سبأ وحضرموت.
وتشير المصادر إلى أن محافظ عدن عيدروس الزبيدي سيعمد للإعلان عن صلاحيات إقليم عدن (عدن وأبين والضالع ولحج) التي تقترب إلى حد كبير من تلك التي أعلن عنها مؤتمر حضرموت الجامع منذ أيام.
وسادت حالة من الارتباك في المشهد السياسي اليمني عقب إعلان مؤتمر حضرموت الجامع عن تدشين إقليم حضرموت وفقا لصلاحيات تفوق ما كان متوقعا.
ولم يصدر أي رد فعل رسمي حول بيان وتوصيات المؤتمر الذي كشف عن حالة من التململ الداخلي تراكمت خلال السنوات الماضية نتيجة انهيار الوضع السياسي والأمني والاقتصادي.
واكتفى الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية راجح بادي بالتعبير عن تأييد الحكومة لهذه الخطوة التي قال إنها تأتي في سياق البدء بمرحلة تطبيق مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، لافتا إلى أن “الرئيس هادي والحكومة الشرعية، سبق وأن أعلنا عن تدشين إقليم مأرب وحضرموت، في زيارات رسمية سابقة”.
وأشار محللون سياسيون يمنيون إلى أن مخرجات المؤتمر الحضرمي الذي وضع سقفا عاليا لصلاحيات الإقليم المزمع إنشاؤه، تتجاوز كثيرا ما نصت عليه وثيقة الحوار الوطني الذي نظم صلاحيات الأقاليم، حيث تقترب الصلاحيات التي منحها مؤتمرو حضرموت لإدارة إقليمهم إلى حد كبير من النظام “الكونفيدرالي”.
ولم تبد بعض القوى السياسية الجنوبية حماسا للخطوة التي أقدم عليها مؤتمر حضرموت الذي ضم نخبة من القادة الحضارم. وعبر الحراك الجنوبي ممثلا في فصيل حسن باعوم المقرب من إيران، عن استيائه الشديد من هذه الخطوة التي اعتبرها حجر عثرة أمام استعادة دولة الجنوب التي ينادي بها.
وكان موضوع الأقاليم القنبلة الموقوتة التي تسببت في نشوب الحرب التي يشهدها اليمن منذ 2014 إثر رفض الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح تقسيم اليمن على أساس فيدرالي غير مركزي يحصر الهيمنة التقليدية للمكون السياسي والقبلي “الزيدي” في إقليم “آزال” الذي يضم محافظات جبلية فقيرة الموارد ولا تمتلك منفذا بحريا.
وبعد أن كان الحوثيون يطالبون بمنفذ بحري لإقليمهم من خلال ضم ميناء ميدي لإقليم “آزال” الذي يضم صنعاء وصعدة وذمار وعمران لم يخفوا رغبتهم في السيطرة على كافة المحافظات التي كانت تمثل “شمال اليمن” قبل قيام الوحدة في العام 1990.
العرب اللندنية