بعد كل تفجير يحصل في سوريا يدفع ثمنه الشعب السوري في المحافظات الواقعة تحت سيطرة النظام، ليصبح الخروج من البيت أشبه بالكابوس لما يلاقيه من دوريات وحواجز طائرة ” وهي عبارة عن سيارات متحركة تقف فجأة لتقيم حاجزا مكان الوقوف” ،بالإضافة لحواجز ثابتة في كل شارع رئيسي وفرعي.
تفجير السيدة زينب في معقل حزب الله والنظام والذي قتل فيه 45 شخصا وجرح عشرات الأشخاص، كان له وقع سيء جدا على شوارع دمشق، فقد نشرت صفحة “دمشق الآن” الموالية للنظام السوري “إن مدينة دمشق تشهد ازدحاما كبيرا نتيجة التدقيق الكبير على الحواجز بالأخص على مداخل العاصمة دمشق”، حيث تراكمت السيارات في الطرقات العامة ليتم كل ربع ساعة تحرك سيارة بعد تفتيش دقيق للسيارة وصاحبها وتوجيه أسئلة واتهامات بعض الأحيان.
يبرر الموقع ما تفعله الحكومة أن هذه الإجراءات لصالح المواطنين، وذلك بعد أن اكتشفت القوى الأمنية وجود عبوة ناسفة قرب حديقة الطلائع، وانفجرت أثناء تفكيكها !!، دون تسجيل إصابات، لتعلق مواطنة على نفس المنشور مجدولين الصفدي بقولها :” القوات الجوية ألقت القبض على ثلاث خلايا نائمة في ركن الدين” وأضافت “إن” داعش” حضرت 56سيارة لاستهداف العاصمة “.
“تطلع ع دوام الساعة 6 توصل إذا الله سهل قبل المغرب ع دوام” يعلق طارق متذمرا من كثرة الحواجز المنتشرة مؤخرا ، ليعزي نفسة رامي عثمان :” يالله عادي ما في مشكلة المهم ما يصير تفجير، نحن مو بحاجة للحرية بدنا محدا يفجر نفسوا بينا ” .
تعاني مدينة دمشق قبل الثورة السورية من ازدحام مروري خانق في ساعات الذروة، لتزيد الحواجز الثابتة والمتحركة الوضع سوءا، فمن أشهر الحواجز المعروفة حاجز “نفق الفحامة ” المعروف بعرقلته لكل المارة دون سبب يذكر، وأيضا حاجز “جرمانا” الذي يعاني منه من هم قادمون من خارج الحي بالتفتيش اليومي الدقيق، وحاجز “البيك” الواقع على طريق شارع البيك والمعروف بتسعيرته 500 ليرة على المار، ليوثق ناشطون من داخل دمشق 300 حاجز في مدينة دمشق وحدها حسب ما نقله موقع “اسمعنا الأن” مطلع العام الماضي.
معظم الحواجز المنتشرة تعتمد طرق التفتيش التقليدية تقف السيارة منتظرة العسكري حتى يأتي إليها لأخذ الهوية، أو يشير إلى السائق بالنزول من السيارة وإعطائه الهوية ليقف منتظرا انتهاء العسكري من تدقيقها، فيصف سائق تكسي في مدينة دمشق الوضع على الحواجز:” انت وحظك إذا كان العسكري مروق ممكن يقضيها مسخرة عليك ونكت بايخة أما إذا كان معصب فبدك تتحمل كمية المسبات إلي رح تاكلها وأنت ساكت ” ويضيف ” هالحواجز بس حتى يشبعوا هل مواطن ذل النظام بيعرف وين رح تفجر داعش قبل ماتفكر داعش نفسها بالتفجير “.
النظام ، تنظيم الدولة ، لا يهم من هو الفاعل بالنسبة للشعب السوري، فبعد 5سنوات من التضيق على الشعب المتواجد تحت سيطرة النظام والقصف المستمر على من هم متواجدون خارج سيطرته يطمح الشعب للخلاص من هذا الحال والعيش بسلام فقط .
أماني العلي …
المركز الصحفي السوري