الولايات المتحدة وحلفاءها، كذلك روسيا ودول المنطقة “لا تريد انهيارا للحكومة والمؤسسات الرسمية في دمشق”، وقال الكاتب متسائلا: هل هدف مدير الـ”سي. آي. إي”، بالفعل، حماية المؤسسات السورية، أم المطلوب إطالة الحرب الداخلية في البلد من أجل التأكّد من أنّه لن تقوم له قيامة في يوم من الأيّام؟، منوها إلى أن كلام برينان يخفي رغبة واضحة في مسايرة إيران، ورأى الكاتب أن ما يطرحه برينان كلام تجاوزه الزمن، وأوضح أن هذا الكلام كان منطقيا وقابلا للتطبيق في بداية الثورة السورية وقبل ظهور “داعش” التي استثمر فيها النظامان الإيراني والسوري، وصولا إلى ما وصل إليه الوضع، مشيرا إلى أنه كان في الإمكان إنقاذ المؤسسات السورية، بما في ذلك مؤسسة الجيش، لو أقدمت الولايات المتحدة على خطوة تؤدي إلى التخلّص من النظام ورموزه في الأشهر التي تلت اندلاع الثورة السورية، التي هي ثورة شعبية حقيقية تعبّر عن تطلّعات الأكثرية الساحقة للسوريين، ورأى الكاتب أن كلام برينان، في ضوء التطورات السورية، كلام حقّ يراد به باطل، اللهمّ إلا إذا كان الهدف الحقيقي للإدارة الأميركية تفتيت سوريا، بالتعاون مع إيران والتنسيق معها، وليس إنقاذ المؤسسات والحكومة، مؤكدا أن ما ينفع في المرحلة الراهنة هو إدراك أنّ الأولوية المعطاة لمحاربة “داعش” لا يمكن فصلها عن إسقاط “النظام السوري”، حيث أنه لا وجود لأولوية على حساب أولوية أخرى في أيّ شكل.
صحيفة العرب – خير الله خير الله