وأضاف أوغلو خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الأوكراني أرسيني ياتسينيوك في العاصمة كييف اليوم الاثنين أن النظام السوري وروسيا التي تدعمه، ودولا أخرى ومنظمات إرهابية -في مقدمتها حزب الاتحاد الديمقراطي- ارتكبوا جرائم كبيرة ضد الإنسانية بسوريا، قائلا “إنهم ينتهكون القانون الدولي بشكل واضح للسيطرة على مناطق واسعة قبل التوصل لحل”.
وحذر رئيس الوزراء التركي من أنه “إذا واصلت روسيا التصرف كأنها منظمة إرهابية ترغم المدنيين على الفرار فسنوجه إليها ردا حاسما جدا”، معتبرا أن “النية الحقيقة لروسيا هي قتل أكبر عدد من المدنيين ودعم النظام السوري ومواصلة الحرب”.
وفي ما يتعلق بالادعاءات بشأن دخول قوات تركية إلى سوريا أكد أوغلو على عدم وجود أي عنصر من قوات الأمن التركية داخل سوريا حاليا، منوها بأن “تركيا تقف بجانب الشعب السوري، ولم تكن يوما قوة محتلة”، مؤكدا عزم بلاده الرد بالمثل على وحدات حماية الشعب الجناح العسكري لمنظمة حزب الاتحاد الديمقراطي إذا ما استمرت في شن الهجمات على مدينة إعزاز بريف حلب.
وجاءت اتهامات رئيس الوزراء التركي بعد بضع ساعات من بيان أصدرته الخارجية الروسية وأعربت فيه عن “قلقها البالغ” حيال قصف المدفعية التركية مواقع المقاتلين الأكراد لليوم الثالث على التوالي.
وتدهورت العلاقات بين أنقرة وموسكو إلى أدنى مستوياتها بعد أن قامت تركيا العضوة في حلف شمال الأطلسي (ناتو) في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بإسقاط طائرة حربية روسية قرب الحدود السورية، وأعلنت كييف وقتها دعمها المطلق لتركيا.
تركيا وأوكرانيا
وبشأن العلاقات التركية الأوكرانية قال أوغلو إن “أوكرانيا ليست جارة فقط، إنما دولة شقيقة وشريكة إستراتيجية”، مؤكدا أن تركيا تولي أهمية كبرى لاستقرار أوكرانيا ووحدة أراضيها، وشدد على رفض بلاده “بشكل قاطع” ضم روسيا شبه جزيرة القرم التي قال إنها جزء من أراضي أوكرانيا “والموطن الأصلي لتتار القرم”.
وأضاف في هذا الشأن أن “هناك انتهاكا واضحا لحقوق الإنسان في القرم، وأود أن أذكر المسؤولين الروس أن عهد الاتحاد السوفياتي قد انتهى قبل 25 سنة، وأن محاولة إحيائه لن تجلب النفع والخير لروسيا، كما أن الشعب الروسي أيضا لن يتبنى ممارسات قادتهم الذين يعتمدون على ورقة الفيتو في مجلس الأمن الدولي”.
وكانت القوات الروسية استولت في فبراير/شباط 2014 على معظم شبه جزيرة القرم الواقعة جنوب شرق أوكرانيا ردا على ثورة شعبية أسقطت الرئيس الأوكراني الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش.
وبعد شهر واحد أعلنت روسيا عن قيام جمهورية الحكم الذاتي في القرم، والتابعة للاتحاد الروسي، كما دعمت انفصاليين روس في شرق أوكرانيا لإنشاء جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين، وهو ما دفع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات اقتصادية على روسيا.