علقت الكاتبة الفرنسية ناتالي نوجايريد على التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي بشأن بريطانيا وفرنسا ورأت أن أوباما يصف حلفاء بلاده الأوروبيين بالقوى العاجزة أو العازفة عن الوفاء بوعودها، وأنها تطلب من أميركا التصرف بينما هي عاجزة عن الالتزام بجهود مطلوبة لتحقيق مخرجات مستدامة.
وكان أوباما قد انتقد فرنسا وبريطانيا لعدم اتخاذهما ما يكفي لمنع الفوضى في ليبيا بعد انهيار نظام معمر القذافي.
وأوضحت الكاتبة في مقال بصحيفة جارديان البريطانية أن الدرس المستفاد من كلام أوباما هو أن “حقبة زمنية قد انتهت” ويجب على أوروبا أن تتحول إلى فاعل مستقل ومؤثر بشأن القضايا الأمنية الكبرى إذا ما أرادت أن تظل كيانا ديمقراطيا ليبراليا مستقرا قائما على القانون.
وأشارت إلى أن ذلك لا يعني انتهاء دور أميركا في أوروبا كضامن للأمن، لكن ثمة صفحة طويت، وأن الولايات المتحدة لا يمكن الاعتماد عليها بعد الآن لمعالجة الفوضى الزاحفة من بلدان الربيع العربي التي تضعف مبادئ النظام الليبرالي الأوروبي.
ولفتت الكاتبة إلى اختلاف المنظور الأميركي لفوضى العالم العربي عن المنظور الأوروبي، والعامل المركزي هنا هو الجغرافيا، فأوروبا تبعد مئات الأميال فقط عن شمال إفريقيا، أما أميركا فبعيدة تماما عن شواطئ ليبيا.
ورأت الكاتبة أن الأوروبيين يجب أن يشعروا بالذنب تجاه الفوضى الحاصلة في ليبيا الآن، كما أن أوروبا فشلت في سوريا؛ لأنها لم تعتبرها قضية أمنية كبرى، لكن اتضح أنها كذلك بعد تدفق مئات آلاف المهاجرين إلى سواحلها بشكل وضع الاتحاد الأوروبي أمام خطر الانهيار.
العرب القطرية