المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 17/4/2015
مما لاشك فيه أن الدمار الذي حلَّ في سوريا دمار كبير جداً، والخسائر البشرية والمادية، تؤشر إلى حجم الدمار الذي أصاب البلد، ويحتاج إلى سنواتٍ طوال لكي يتم إعادة إعمار ما تم تدميره على أيدي نظام بشار الأسد، فلقد استخدم النظام السوري القنابل الفراغية والبراميل المتفجرة لتدمير أحياء سكنية بأكملها ومحوها من على وجه الأرض.
لم يقف المواطن السوري مكتوف الأيدي وينتظر إلى أن ينتهي هذا النظام من التدمير، لكي يبدء ببناء بلده وإعادة إعمار ما تمّ تدميره، بل سارع إلى البدء بالإعمار رغم استمرار القصف والدمار، ولكن ارتفاع أسعار مواد البناء أثر سلبياً على أصحاب الدخل المحدود، وجاء هذا الإرتفاع متأثرا بأسعار صرف الدولار مقابل الليرة السورية، حيث وصل سعر صرف الدولار اليوم إلى 280 ليرة سورية.
ولقد ظهر مؤخراً خلال هذه الظروف الإستثنائية التي تمر بها البلد، تجار من نوع خاص في الجشع والطمع متناسين أن سورية هي بلادهم، فعند ارتفاع أسعار صرف الدولار يرفعون أسعار بضائعهم تلقائياً، دون أن يخفضوها مع انخفاض الدولار.
متعهد البناء “أبو زهير” من ريف إدلب الجنوبي، أفاد بقوله “إن ارتفاع أسعار مواد البناء، ساهم أيضاً في رفع سعر العقار، وإن ارتفاع سعر الحديد المبروم يعود إلى ارتفاع سعر الدولار أمام صرف الليرة االسورية، إضافة إلى وجود لعبة من بعض التجار من خلال احتكار المادة، فهناك ارتفاع جنوني لأسعار المواد الأساسية للبناء، فلقد تجاوز سعر طن الحديد المبروم 160 ألف ليرة سورية، وسعر طن الإسمنت تجاوز 28 ألف ليرة سورية، لتتجاوز بدورها سعر البلوكة الواحدة إلى 50 ليرة”، كما تجاوزت نقلة الرمل 20 متراً إلى نحو 40 ألف ليرة سورية، وكذلك نقلة البحص.
لاشك أن المتضرر الأكبر من ارتفاع الأسعار هذه، هو المواطن السوري الذي لاحول ولاقوة لديه، السيد “فضل” من ريف إدلب الجنوبي، شرح لنا معاناته قائلاً: “لقد سقط أحد البراميل المتفجرة من طيران هذا النظام الغادر، بالقرب من منزلي مما تسبب بأضرار كبيرة لحقت بالمنزل، والحمد لله اقتصرت الأضرار على الماديات فقط، وأنا اليوم أريد أن أصلح هذه الأضرار التي أصابت المنزل، لكن ارتفاع أسعار مواد البناء الغير طبيعي، حال بيني وبين هذا العمل، وأتطررت إلى بناء خيمة بجوار المنزل تأويني أنا وأسرتي، ولكن هذا ليس حلاً فنحن مقبلون على فصل الصيف ولا يمكن السكن في الخيمة بسبب درجات الحرارة المرتفعة.
وبالنسبة لهذه لأسعار فهي تشهد حالة من التذبذب بين المحافظة والأخرى، حيث أن سعر الحديد والإسمنت في محافظة إدلب يختلف عن السعر في محافظة حماة، وذلك بسبب الظروف التي تمر بها البلاد، ولا شك أن الخاسر الأكبر من الأزمة السورية هو المواطن الفقير.
هذا ويستمر القصف والتدمير في سوريا بمدنها وأحيائها وشوارعها وأزقتها ومساجدها وقلاعها، بالبراميل المتفجرة والصواريخ الفراغية، ولا تبدو أي بادرة أمل في الخروج من ذلك النفق المظلم في وقت قريب.