إن زيارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” للملكة العربية السعودية وما رافقها من زخم إعلامي تنبئ بتغيرات في المشهد السياسي الأمريكي، سبق هذه الزيارة جملة من القرارات للحد من تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة، أهمها: تصنيف فيلق الحرس الإيراني وقوة القدس بأنها إرهابية وهذا يمهد لفرض عقوبات إضافية على إيران.
استهداف طيران التحالف الدولي لرتل لقوات النظام المدعومة بالميليشيات الموالية في البادية, جاء ضربة قوية لوقف التمدد الإيراني من العراق باتجاه القلمون في ريف دمشق وصولاً لجنوب لبنان.
فإيران تعتبر المشاركة في الحرب السورية, جزء من أمنها القومي وخروجها من هذه الحرب يعني تحطم لآمال بنتها ومخالفة لإديولوجيا رسمتها من سنين، وإعلانها عن مصنع للصواريخ البالستية جاء للاستهلاك المحلي، ولاختبار الإدارة الأمريكية الجديدة التي تنتهج سياسة مغايرة لسياسة أوباما مع إيران, والواضح أنها ذاهبة لشراكة استراتيجية كبيرة مع الدول العربية عبر بوابة الرياض، وما حصل يعتبر خطوة إيجابية وأظهر أنه هناك استعداد عربي للتعاون مع أمريكا وترسيخ شراكة حقيقية بعيدة المدى وهذه الشراكة تقوم على اتفاقات وعقود فوق الطاولة وهذه العلاقة على الغالب لن ترتهن للتسويات السلمية في الشرق الأوسط كما كان يحصل سابقا، وتعهد الإدارة الأمريكية بحل مشكلة فلسطين، بالتالي يمكن أن يقطع الطريق على إيران ب”المتاجرة بالقضية الفلسطينية”.
إن التصريحات الأمريكية أعطت انطباع بأن إيران ذاهبة للخروج من سوريا، مستندين في التصريحات، على عدم قدرة إيران بالاستمرار في المستنقع السوري، فاقتصادها ضعيف وهي في حالة استنزاف، بالإضافة للمشاكل الاجتماعية وازدياد عدد القتلى الإيرانيين وتنامي التيار المعارض لدخول إيران في سوريا، لكن على الغالب كل ذلك لن يكون سبباً كافياً لخروج إيران من سوريا والتخلي عن حلمها بالهلال الشيعي.
أظهرت إيران عدم اهتمامها بالتصريحات والخطوات الأمريكية، بل راحت تتباها بالصواريخ البالستية المصنعة بغالبيتها في كوريا الشمالية، وحاول إعلامها أن يصدر افتتاح معمل هذه الصواريخ على أنه نصر، وعدم تأثر إيران بكل ما يحيط بها وفي حقيقة الأمر هو استمالة للشارع وتصدير للأزمة.
تحاول إيران جاهدةً أن تثبت جذور لها من خلال شراء العقارات والتنقيب عن النفط ونشر التشيع والمساهمة في عدة مجالات اقتصادية لترسيخ وجودها في سوريا, إذ تسعى للحصول على مرفأ على البحر المتوسط، كل ذلك سيزيد من صعوبة إخراجها من سورية وإنهاء دورها…
كلمة العدد – أكرم الاحمد