ضجت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلامية مختلفة أمس الأحد، بصور ومقاطع فيديو يظهر فيها رأس النظام “بشار الأسد” يتناول طعام الإفطار برفقة عدد من قواته في مطار مرج السلطان في الغوطة الشرقة بعد جولة ميدانية قام بها ليطمئن على بواسل وأبطال الجيش المرابطين على الجبهات حسب ما وصفهم تقرير الفيديو.
وظهر الأسد خلال الجولة بملابس مدنية بسيطة ليظهر أمام الإعلام إنسانا عاديا متواضعا بعيدا عن الغرور، وبدأت جولته بزيارة نقاط متقدمة في مزارع “الأغواني” في مرج السلطان، وهنا تبدأ المسرحية والتمثيل الهزلي إذ أخذت ” قواته الباسلة” حسب قوله تشرح له كيف استطاعوا أن يحققوا بطولات وانتصارات في المنطقة، وأنهم طوقوا المنطقة قبل اقتحامها وتطهيرها من الإرهابيين، وبرؤية رئيسهم أصابهم الحماس وتوعدوه بتحرير الغوطة الشرقية بالكامل في القريب العاجل.
ومن يتمعن في المقابلات يدرك المفارقة والتناقض في الكلام، ذلك إن دل على شيء فإنه يثبت تخبطهم وتلقينهم الكلام كي لا يخرجوا عن السياسة الإعلامية المتبعة التي باتت مملة عند الشعب، فيقول أحد عناصره بحسب الفيديو ” تمكنا من تحقيق إنجازات بعد أن قامت الجماعات المسلحة بالاعتداء على الأهالي ودمرت معظم البنى التحتية في المنطقة”، فيسأله الأسد: هل يوجد أهالي في المنطقة حاليا؟ ليجيبه بالنفي، إذاً أين هم الأهالي؟ من المفترض أن يعودوا لبيوتهم وأرضهم بعد أن أعاد (البواسل) الأمن والأمان للمنطقة، لكن من يتابع أخبار أهالي الغوطة يعرف أن الأهالي بعد سيطرة النظام على منطقة مرج السلطان نزحوا باتجاه مناطق سيطرة المعارضة والسبب واضح هربا من بطشهم وانتقامهم.
والسؤال الملفت للانتباه بأسئلة الأسد لقواته، كم المسافة بينكم وبين العدو وهل يرمون عليكم؟ فتتفاوت الإجابات بعضهم 100 متر والبعض الآخر 75 أو 50 متر، وأكدوا له أن المسلحين يرمون عليهم القذائف بعد الإفطار، ومن جمل المفاخرة والرياء لأحد الجنود التي حفظها الشعب عن ظاهر قلب ” نحن العين الساهرة على راحة المواطن، عم نتعب ونشقى لتستمر الحياة، ورغم محاولات الإرهابيين التسلل إلا أننا بالمرصاد لهم، إما النصر أو الشهادة في تحرير كل شبر من سوريا”.
وبعد الجولة المتعبة وصل للمطار ليتناول طعام الإفطار المعد مسبقا لزيارته، وهو عبارة عن طعام بسيط من البرغل والشوربة والبيض المقلي ليقول لهم ” هاي أطيب لقمة باكلها بحياتي، وهي جلسة إفطار حميمية بترفع معنوياتنا ورمضان شهر مرتبط بالمحبة والصمود والقوة والشجاعة والتحدي”.
ومن التعليقات على صورة مائدة الإفطار ” كل الفيديو عم تتغنوا بالبطولات والانتصارات والصمود وآخر الشي فطوركن بيض مقلي لازم شي يليق بتعبكن”.
عن أي عدو يسأل الأسد؟ عن أولئك الأطفال الذين يقتلهم كل يوم ببراميله وصواريخه الحاقدة، أم من خرج ليدافع عن أرضه وعرضه بعد الاعتداءات المتكررة من قواته التي سيخلدها التاريخ وينطق بها حتى بعد ألف جيل، يتحدث عن شهر رمضان وهو شهر الرحمة والمغفرة وغارات طيرانه منذ أول يوم فيه قتلت مئات الأبرياء وشردت عوائلهم.. الأسد يبدو مقتنعا أن جميع من يعيش في مناطق المعارضة هم إرهابيون ويجب قتلهم، ليبقى متربعا على عرشه.
المركز الصحفي السوري
سماح الخالد