أفاد تقرير جديد لمنظمة هيومن رايتس ووتش بأن ثلثي أطفال اللاجئين السوريين بتركيا لا يذهبون للمدارس، وحذرت من أن نقص التعليم لهؤلاء يمكن أن تكون له تداعيات خطيرة بالنسبة لجيل كامل.
وقالت المنظمة الحقوقية إنه على الرغم من الكرم الذي أظهرته تركيا تجاه الأزمة السورية فإن الحكومة التركية أخفقت في ضمان أن يلتحق الأطفال السوريون فعلا بالمدارس على أرضها، وأن يتمتعوا بحقهم في التعليم كما ينص على ذلك القانون الدولي.
ويشير التقرير إلى أنه من بين أكثر من سبعمئة ألف طفل سوري في سن الالتحاق بالتعليم لم يلتحق منهم به خلال العام الدراسي السابق إلا 212 ألفا فقط، مشيرا إلى حواجز اختلاف اللغة والصعوبات المالية التي تواجهها الأسر اللاجئة.
وتقول مسؤولة برنامج حقوق اللاجئين في “هيومن رايتس ووتش” ستيفاني غي إن الأطفال السوريين يواجهون عقبات عندما يحاولون الالتحاق بالمدارس التركية، مثل اللغة والاندماج الاجتماعي والصعوبات الاقتصادية والنقص في المعلومات بشأن السياسة التي أقرتها الحكومة بخصوص ضمان التعليم للأطفال اللاجئين.
وجاء في التقرير المعنون بـ”عندما أتخيل مستقبلي لا أرى شيئا.. عقبات التعليم أمام الأطفال السوريين اللاجئين في تركيا” أنه “إذا لم يلتحق الطفل بالمدرسة فإن ذلك سوف يسبب مشكلات كبيرة في المستقبل، سينتهي الحال بهؤلاء إلى الشوارع، أو يعودون إلى سوريا ليموتوا وهم يحاربون، أو يتحولون إلى متطرفين، أو يلقون حتفهم في المحيط وهم يحاولون الوصول إلى أوروبا”.
وسمحت وزارة التعليم التركية للأطفال السوريين بالتعلم في المدارس الحكومية منذ سبتمبر/أيلول 2014، ولكن لا يزال هناك نقص في الدعم لمن لا يتحدثون التركية، إضافة إلى محدودية عدد المدارس التي يتم التعليم فيها باللغة العربية.
ودعت هيومن رايتس ووتش الحكومة التركية إلى التأكد من أن المدارس العامة في كل مقاطعات البلاد تطبق التوجيهات التي تضمن للأطفال السوريين الحق في الحصول على التعليم.