اعتبارًا من اليوم ترفض منظمة #أطباء_بلا_حدود، المبلغ الإجمالي المقدر ب 44 مليون أورو والذي خصصته الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والنروج للمنظمة لعام 2016 والذي يشمل عقوداً بقيمة 12 مليون مع الجهات المانحة الأوروبية ولن يتمّ التوقيع عليه.
هذا القرار أبلغته المنظمة الطبية الإنسانية الى ” النهار” ، وهو يأتي في اطار اعتراضها على ما تعتبره ” سياسات الردع الأوروبية المؤذية” المتعلقة باللاجيئن، وعلى المحاولات المتزايدة لأوروبا “لدفع الناس وزيادة معاناتهم بعيداً عن السواحل #الأوروبية“. وناشدت الحكومات الأوروبية إعادة النظر في أولوياتها- وبدل مضاعفة أعداد الطواقم المفوّضة إعادة اللاجئين إلى بلادهم، “على أوروبا مضاعفة أعداد العناصر المعنية باستقبالهم وتقديم الحماية لهم”.
فبعد مرور ثلاثة أشهر على الاتفاق الموقّع بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، يقول المنظمة إن الناس المحتاجين إلى الحماية يدفعون الثمن الإنساني لهذا الاتفاق. فعلى الجزر اليونانية، ثمة أكثر من 8,000 شخص عالق، بينهم مئات القاصرين غير المصحوبين، مما يشكّل نتيجة مباشرة للاتفاق الموقّع بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
وتلفت المنظمة إلى أن هؤلاء الناس يعيشون في ظروف مزرية، في مخيمات مكتظّة ولأشهر عدّة أحياناً. وهم خائفون من العودة القسرية إلى تركيا لكنّهم أيضاً محرومون من تلقّي المساعدة القانونية الأساسية والتي تعدّ وسيلة دفاعهم الوحيدة ضدّ عمليات الترحيل الجماعية. وغالبية هذه العائلات، التي تجاهلتها أوروبا بالقانون، قد فرّت من النزاع في سوريا والعراق وأفغانستان.
وتؤكد مسؤولة المكتب الإعلامي للمنظمة في بيروت جيهان بسيسو ل”النهار” أنه احتجاجاً على هذا الوضع لن يتمّ التوقيع على أي عقد تمويل مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أو أي وكالة مانحة، مع الوفاء بالعقود المبرمة الخاصة بسنة 2016.
إلا أنها تلفت إلى أن وقف هذه التمويلات لن يؤثر على البرامج الطبية الخاصة بمنظمة أطباء بلا حدود حول العالم، موضحة أن المنظمة تحتفظ باحتياطات تمويل الطوارئ الذي يسمح لها بالاستجابة فورًا إلى أي أزمة كبيرة، وإن لزم الأمر، تُستخدم هذه الأموال لسدّ الثغرات ودعم المشاريع. وأضافت أم المنظمة ستعتمد أكثر من أي وقت مضى على الجهات المانحة الخاصة لتمويل نشاطاتها الطبية.
وخلال الأشهر الأخيرة ، شكت “أطباء بلا حدود” مراراً من الاستجابة الأوروبية المشينة التي ترتكز على سياسة الردع بدل توفير المساعدة والحماية إلى الناس المحتاجين.
النهار