المركز الصحفي السوري
عاصم الإدلبي
يعيش السوريون الآن في مناطق الشمال السوري المحرر أزمة وقود خانقة ترخي بظلالها على المواطن الذي يتحمل أعباء كبيرة في سبيل تأمين لقمة عيشه المغمسة بالدم جراء تدهور الوضع الأمني والاقتصادي الذي تمر به البلاد مع اقتراب حلول شهر رمضان وما يحمل معه من ضغط اقتصادي كبير على المواطن.
لعل ما يجري الآن في ريف حلب الشمالي والتوتر الحاصل بين فصائل الجيش الحر وتنظيم الدولة الإسلامية قد أخذ يؤثر سلباً على المواطن السوري في الشارع، فعلى سبيل المثال وصل سعر ليتر المازوت(الفيول) في بعض مناطق الشمال(ريفا إدلب وحلب) إلى حوالي 400 ليرة سورية أي ما يعادل 1.4 دولار أمريكي وكذلك ارتفاع سعر مادة البنزين الذي تراوح سعره بين 350 إلى 375 أي ما يعادل 1.3 دولار أمريكي تقريباً،أما سعر جرة الغاز المنزلي فقد تراوح بين 3500 ليرة سورية و4000 ليرة سورية أي ما يتراوح بالدولار بين 12 إلى 13.7 ، ومادة المازوت (الفيول) تعتبر عصب الحياة في هذه المناطق، فقد بدأت هذه الأزمة منذ أسبوع تقريباً عندما منعت بعض فصائل الجيش الحر إدخال بعض المواد الغذائية إلى مناطق تنظيم الدولة، ما جعل التنظيم يغلق قوافل المحروقات التي تأتي من مناطقه باتجاه مناطق إدلب وحلب، الأمر الذي أدى لحدوث أزمة حقيقية في الوقود نتيجة هذه التجاذبات بين الفصائل العسكرية.
في جولة قمنا بها في إحدى مناطق ريف إدلب الجنوبي الذي تأثر بالأزمة الأخيرة وجدنا شحاً كبيراً في كافة المحروقات وخصوصاً المازوت (النظامي والمكرر)، والبنزين(النظامي والمكرر) والكاز، حيث وقفنا عند أكثر من بائع للمحروقات وطلبنا منه شراء ليتر بنزين فكان جوابهم أن البنزين انقطع ولا يوجد بنزين، وإن توفر فهو عند قلة من الباعة وتجد طوابير طويلة من السيارات والدراجات النارية التي تقف من أجل ملء بضع ليترات.
إن وقوف الناس في طوابير طويلة في الكازيات ومحلات توزيع المحروقات تعتبر مخاطرة بحد ذاتها، لأن طيران النظام يترصد أماكن التجمعات التي يقوم باستهدافها في تكريس لسياسته الإجرامية التي يتبعها ضد الشعب السوري.
لايوجد حالياً أي بوادر لحلحلة هذه الأزمة خاصة مع تعنت كافة الأطراف المتنازعة وعدم تغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية الضيقة التي لا زالت هي الحاكمة في الوقت الراهن، واستمرار الوضع بهذا الشكل سيجعل الشارع السوري يضيق ذرعاً بمن يستلم زمام الأمور في هذه المناطق، وذلك على الرغم من كل المآسي التي تحيط به جراء الوضع المتردي الذي تعيشه البلاد منذ أكثر من أربعة أعوام.