ألمح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الإثنين، إلى إمكانية إجراء بلاده استفتاء شعبي بخصوص مسألة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، متهمًا الأخير بالمماطلة في المحادثات الجارية منذ نحو ثلاثة عقود لحصول بلاده على العضوية الكاملة.
جاءت تصريحات أردوغان في خطاب ألقاه أمام تجمع جماهيري حاشد في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة التي وصلها اليوم قادما من مدينة إسطنبول غداة استفتاء شعبي على مجموعة من التعديلات الدستورية التي وافق عليها الشعب بأكثر من 50 في المئة.
وذكر أردوغان أنّ “الاتحاد الاوروبي يمارس سياسة المماطلة في محادثات انضمام تركيا إليه، وقرار الشعب في هذا الصدد سيكون الحكم والفيصل (من خلال الاستفتاء)”.
وتابع الرئيس التركي بالقول “بريطانيا التي كانت من مؤسسي الاتحاد الاوروبي، بدأت بإجراءات الخروج منه، والنرويج كذلك خرجت، وأمام الاتحاد الأوروبي خياران، إما الالتزام بتعهداته تجاه تركيا أو تحمّل تبعات حنثه بوعوده”.
تجدر الإشارة أن تركيا تقدمت بطلب رسمي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في 14 أبريل/نيسان 1987، وفى 12 ديسمبر/كانون أول عام 1999، اعتُرف بها رسميًا كمرشح للعضوية الكاملة.
وثمة 33 فصلاً للتفاوض، بين الاتحاد وأنقرة، من أجل حصول تركيا على العضوية الكاملة، تتعلق جميعها بالخطوات الإصلاحية التي تقوم بها تركيا، وتهدف لتلبية المعايير الأوروبية في جميع مناحي الحياة.
ووصلت المباحثات بين الجانبين إلى فتح الفصل التفاوضي الـ 17، المتعلق بالسياسات الاقتصادية والنقدية، في كانون ثان/ ديسمبر 2015.
وفي سياق آخر انتقد أردوغان تقرير مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، حول استفتاء التعديلات الدستورية الذي شهدته تركيا، أمس، قائلاً: “التزموا حدّكم، فنحن نتابع طريقنا ولا نكترث بتقاريركم المسيسة، ونرفضها جملةً وتفصيلاً”.
واليوم الإثنين، عقد مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لمراقبة الاستفتاء، مؤتمرًا صحفيًا في العاصمة أنقرة، زعموا فيه أن الاستفتاء “تم في ظل ظروف غير عادلة”، وأنه “متخلف مقارنة بالمعايير الدولية”.
وتابع أردوغان: “أُقرت التعديلات الدستورية بأصوات 25 مليون و200 ألف مواطن، لذلك انتهى النقاش حول هذا الموضوع”.
وأعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات التركية، سعدي غوفن مساء الأحد، أن مجموع المصوتين بـ”نعم” في الاستفتاء بلغ 24 مليونًا و763 ألفًا و516 مواطنًا والمصوتين بـ”لا” 23 مليونًا و511 ألفًا و155 مواطنًا.
وعن الأزمة السورية ومكافحة الإرهاب، قال أردوغان إن “الجهات (لم يسمها) التي كانت تعتقد بأنها تستطيع تركيع تركيا من خلال استخدام الإرهابيين المأجورين، ستدرك قريباً مدى الخطأ الذي وقعت فيه، وعملية درع الفرات ليست الأخيرة، بل كانت الأولى”.
وأضاف أردوغان أنّ على الجهات التي أظهرت عدائها لتركيا من خلال دعم الإرهابيين في سوريا، أن تُدرك بأنّ أنقرة لن تسمح لأي منظمة بالتمركز قرب حدودها.
وفي 29 مارس/آذار الماضي، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، انتهاء عملية “درع الفرات” التي انطلقت في 24 أغسطس/ آب 2016، ضد التنظيمات الإرهابية شمالي سوريا.
و”درع الفرات”، حملة عسكرية أطلقتها وحدات خاصة تركية، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، لدعم قوات “الجيش السوري الحر”.
المصدر:وكالة الأناضول