صحيفة العربي الجديد
تحدثت الصحيفة عن المسافة الكبيرة التي تفصل بين الثورة السورية والمعارضة، حيث الشعب الذي يشعر بالقوة، وهو يسعى إلى إسقاط النظام، والمعارضة التي تحسّ بالوهن والهزال أمام السلطة، والتي لم ترَ في هذه الثورة سوى وسيلة لانتقام من سلطة استبدادية، لكن، ليس بقوتها هي، أو بتفاعلها مع الثورة، بل بالاتكاء على قوى خارجية، ولفت الكاتب إلى أن هذه المعارضة تصارعت وتشكلت في تكوينات عديدة، لكنها لم تفارق ذلك كله، ولم يكن الخلاف يطال ذلك، ومن ثم باتت تخضع لسياسات قوى إقليمية ودولية (كما خضعت السلطة)، موضحا أن الذين شكلوا المجلس الوطني السوري قد راهنوا على تدخل تركيا وقطر وفرنسا، ومن ثم دخلت أميركا على الخط، وبات للسعودية “رِجل” ثقيلة فيها، وكان يظهر، دائماً، أن جماعة الإخوان المسلمين تريد الهيمنة، مدعومة من تركيا التي لم تجد غيرهم بديلاً عن بشار الأسد الذي قدّم لها الكثير مما يخدم مصالحها، بالضبط للحفاظ على مصالحها، واعتبر الكاتب أنه إذا كان إبعاد هؤلاء عن السيطرة نتيجة ضغط أميركي دفع إلى تشكيل الائتلاف، من أجل التخلص من هذه السيطرة، بعد أن ظهر أن أميركا تريد تسهيل “الحل الروسي”، فإن عودة الحلم التركي بدعم أميركي لشروطها التي تقوم على إسقاط بشار الأسد، وفرض منطقة آمنة، دفع إلى السعي لإعادة فرض هيمنة الإخوان المسلمين على الائتلاف، وعلى الحكومة المؤقتة، مشددا على أن الخيار التركي، قد أضرّ أصلاً بالثورة، منذ تشكيل المجلس الوطني، ولا يبدو أن لتركيا بديلا آخر عن هؤلاء، على الرغم من أن تركيا دولة علمانية، و”الإخوان المسلمين” يريدون إقامة دولة دينية.