بعد أن انتهى عرض المسلسل السوري “شوق” على قناة “أو إس إن”، انهمرت المقالات النقدية التي تعالج أفكار وخفايا المسلسل التابع للنظام السوري على الصحف والمواقع العربية. ونجح المسلسل بأن ينال استحسان شريحة واسعة من الصحافيين والنقاد، ومنهم من ينتمي لصفوف المعارضة السورية، ربّما، لأن المسلسل ركَّز على انتقاد “داعش”، التي تشكل عدوّاً مشتركاً للمعارضة السورية وجماهير النظام السوري.
ولكن أغرب ما في الأمر، أن بعض المراكز الإعلامية العربية، ربطت شخصية “روز” التي أدّتها الممثلة، سوزان نجم الدين، بالناشطة السورية، رزان زيتونة. وأثار ذلك غضب بعض الناشطين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أثار غضب عائلة رزان زيتونة، والتي أصدرت بياناً نشرته على فيسبوك لتبين موقفها من استخدام اسم ابنتهم رزان بهذه الطريقة.
وورد في بيان عائلة رزان زيتونة ما يلي: “لقد تم تداول خبر إعلان عن مسلسل درامي سوري تابع لسلطة النظام خلال اليومين الفائتين، وتم نشر “برومو” عن المسلسل وتقديمه من قبل بعض الإعلاميين ضمن وسائل التواصل الاجتماعي، بأنه مستوحى من قصة رزان تارةً، أو أنه يتحدث عن رزان زيتونة تارةً أخرى، وبالنسبة لقصة المسلسل، فهي تختلف عن قصة رزان ولا تمت لها بأي صلة. وتم التصريح ضمن هذه المقالات المكتوبة بأن الكاتب استوحى قصة المسلسل من قصة رزان زيتونة، وبالنسبة لتعاطي الصحافة مع الموضوع، فلقد تم تداول الموضوع ضمن المجلات التالية: “روزنة” و”المدن”، ولقد قمنا بمراجعة جميع المقابلات الصحفية مع الممثلة نجم الدين، وجميع المقالات الخاصة بالمسلسل، ولم يذكر أي شيء من هذا القبيل، وفي أحد التصريحات قالت سوزان نجم الدين: “روز” تعتبر شخصية حقيقية موجودة في الواقع، وتعيش في دبي الآن، وهي نموذج من مئات السبايا اللواتي كن ضحايا الحرب”.
وأكّدت عائلة رزان زيتونة رفضها “رفضاً تاماً التعرّض لاسم ابنتنا بأي شكل من الأشكال مهما كانت الغاية منه، ولذلك، نطالب هذه المجلات التي قامت بالنشر والتسويق الإعلامي الخاطئ لهذا المسلسل بحذف المقالات وتقديم توضيح لموقفها. إذ تُعتبَر هذه الطريقة بربط شخصية رزان بشخصية أخرى لا تمثل المسير الذي اتخذته رزان، ولا المبادئ التي عاشت عليها، ومقارنتها بها، إساءة كبيرة لرزان بشكل خاص، وإساءة للثورة ككل، من خلال تشويه صورة ناشطيها الذين قدموا الغالي والرخيص”.
وجديرٌ بالذكر، بأن اسم رزان قد استخدم في أكثر من مناسبة في الفترة الأخيرة، وبشكل مزعج تماماً لأهلها، مما دفع أهلها إلى طلب “احترام خصوصية وحساسية استخدام اسم رزان وعدم إقحامه بأي سجال مهما كان نوعه أو الغرض منه”.
وقد سبق بيان عائلة زيتونة، موجة من الانتقادات على صفحات السوريين في مواقع التواصل الاجتماعي، للطريقة التي استخدم بها اسم رزان زيتونة، والتي بات اسمها يعتبر أيقونة من أيقونات الثورة، فاستاء الناشطون من المقاربة بين شخصية “روز” وشخصية رزان زيتونة، لأن هذه المقاربة تحمل “داعش” مسؤولية اختفاء رزان وزملائها وتبرئ النظام السوري، واعتبر آخرون بأنه من المهين أن تقوم ممثلة موالية كسوزان نجم الدين بتجسيد شخصية تعتبر رمزاً من رموز الثورة، فجاء البيان امتداداً لانتقادات الناشطين السوريين وتتويجاً لها.
العربي الجديد