صحيح أن الأزمة السورية أنهكت الجميع ودمرت البنى التحتية للبلاد، إلا أن بحث السوري عن موطن جديد يكون له قيمة إنسانية فيه لم تتوقف، فيرى البعض أن كل منزل سوري قد أخذ قسمته من ويلات الحرب، لكن النصيب الأوفر من الحياة الصعبة والمعاناة كان من نصيب الأطفال، فلم يعد لهم طفولة يذكرونها، ولم يعد لهم حلم يحققونه.
وبعد تزايد أعداد النازحين خارج سوريا ليصل إلى أكثر من 7 ملايين سوري، بدأت الحكومة التركية بعمل جديد لمساعدة النازحين المتواجدين على أراضيها، فقد أقرت عن طريق نائب مستشار وزير التربية التركية “يوسف بويوك” أن 300 ألف طالب سوري دون المرحلة الجامعية يتلقون تعليمهم في تركيا.
وقال بأن بلاده تستضيف مليونين ونصف المليون سوري، وحجم التكلفة المالية عليهم 8 ملايين دولار، والهدف من تعليم الأطفال السوريين السعي لتعليم كل طفل سوري نازح حرم من التعليم.
يقول محمد أحد طلاب المرحلة الثانوية وهو نازح في تركيا :”لقد أصبح إكمال الطفل السوري لحياته الدراسية من الماضي، لكن مع فتح المدارس التركية أبوابها للسوريين بدأ الحلم يصبح حقيقة، حيث نتلقى العلم في المدارس الحكومية، ومراكز تشرف عليها وزارة التربية في مختلف المحافظات التركية، كما يوجد مراكز تعليمية في مخيمات النزوح التي لا يوجد فيها مدارس تعليمية”.
ويبلغ عدد الطلاب السوريين في مدينة “أورفة” التركية 50 ألف طالب”. وصرح أحد العاملين في وزارة التربية التركية بالقول :” إن الوزارة تعمل على إعداد مدارس ومراكز جديدة للطلاب، وما تزال الأعمال قائمة لاستيعاب 150 ألف طالب سوري إضافي، وأن العدد الإجمالي للطلاب السوريين الذي يتوجب أن يلتحقوا في المدارس إلى 620 ألف طالب، لذلك أعلنت الوزارة عن استنفار جميع كوادرها لتحقيق ذلك الغرض”.
وتحدث المسؤول عن إعطاء أهالي الطلاب الحرية الكاملة في اختيار المدارس الحكومية لتعليم أطفالهم فيها، وقد أصدرت الوزارة قراراً يقضي باستقبال المدارس لجميع الطلاب السوريين دون استثناء.
يقول أحمد أحد طلاب الجامعة: ” لقد ظننت للوهلة الأولى أن مستقبلي الجامعي تلاشى، وأني لن أحصل على الشهادة الجامعية، ولكن قرار الوزارة التركية بالنسبة للمراحل التعليمية كان بارقة أمل لنا، فبعد أيام من صدوره أصدرت مؤسسة التعليم العالي قراراً يقضي بإلزام تسع جامعات تركية بقبولها الطلاب السوريين”.
كما منحت دائرة أتراك الخارج والمجتمعات ذات صلة القربى منحة دراسية لأكثر من ألفي طالب حتى اليوم، وأشارت الدائرة في بيان لها أنها تسعى إلى إعطاء ألف طالب سوري منحة دراسية في كل عام، كما سيتم إعفاء الطلاب السوريين من الرسوم الجامعية.
سائر الأدلبي
المركز الصحفي السوري
