غادر وفد إيراني زار السعودية لبحث ترتيبات حج الإيرانيين، أمس الجمعة، من دون التوقيع على اتفاق بشأن توجه الإيرانيين لأداء فريضة الحج في مكة المكرمة، بعد عقده اجتماعات يومي الأربعاء والخميس، مع مسؤولين سعوديين.
وكان من المقرر أن يحضر الوفد الإيراني أمس إلى مقر وزارة الحج والعمرة لاستكمال مراسم التوقيع، إلا أنه غادر فجر أمس عائدا إلى طهران. وحمّلت السعودية السلطات الإيرانية مسؤولية عدم قدرة الإيرانيين على أداء مناسك الحج لهذا العام.
وأصدرت وزارة الحج والعمرة السعودية بيانا شرحت فيه تفاصيل الموضوع وأكدت فيه أنه تمت تلبية رغبة رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية والوفد المرافق له للقدوم إلى المملكة العربية السعودية للتوقيع على محضر إنهاء ترتيبات قدوم الحجاج الإيرانيين لأداء فريضة الحج لهذا العام.
وقال البيان إنه تم استقبال الوفد رسمياً واستضافتهم وتقديم كافة التسهيلات بما فيها تمكينهم من أداء مناسك العمرة، بعد ذلك عُقدت اجتماعات متواصلة على مدى يومي الأربعاء والخميس، امتدت لساعات طويلة.
وتابع «ناقش الطرفان جميع الأمور التي سبق تداولها في الاجتماعات السابقة، حيث قدمت وزارة الحج والعمرة عددا من الحلول لكافة النقاط التي طالبت بها منظمة الحج والزيارة الإيرانية والمتمثلة في إصدار التأشيرات بشكل إلكتروني من داخل إيران بموجب آلية اتفق عليها مع وزارة الخارجية السعودية، ومناصفة نقل الحجاج بين الناقل الوطني السعودي والناقل الوطني الإيراني، والموافقة على طلب الوفد الإيراني السماح لهم بتمثيل دبلوماسي عبر السفارة السويسرية لرعاية مصالح حجاجهم، حيث تم التنسيق الفوري مع الجهات المختصة لتنفيذ ذلك».
وأشارت وزارة الحج والعمرة، إلى أنه وفي فجر الجمعة أبدى الوفد الإيراني رغبته في المغادرة دون توقيع محضر ترتيبات شؤون الحجاج الإيرانيين.
وأضاف «بناء عليه تؤكد وزارة الحج والعمرة أن بعثة منظمة الحج والزيارة الإيرانية بامتناعها عن توقيع محضر إنهاء ترتيبات الحج تتحمل أمام الله ثم أمام شعبها مسؤولية عدم قدرة مواطنيها على أداء الحج لهذا العام… كما توضح رفض المملكة القاطع لتسييس شعيرة الحج أو المتاجرة بالدين، وأنها ووفقاً لتوجيهات قيادتنا الرشيدة على استعداد دائم للتعاون فيما يخدم حجاج بيت الله الحرام ويسهل إجراءات قدومهم».
ووصفت وسائل إعلام سعودية سفر الوفد الإيراني بقيادة رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية السيد سعيد أوحدي من دون توقيع الاتفاق، بـ»التهرب، بعد محاولات حثيثة من قبل مسؤولي وزارة الحج والعمرة في المملكة من خلال منحهم الوقت الكافي للحضور، إلا أن الوفد أصر على عدم الحضور إلى مقر الوزارة دون توضيح الأسباب».
وكان وكيل وزارة الحج والعمرة الدكتور حسين الشريف أعلن الأربعاء عن التوصل إلى اتفاق مبدئي مع الوفد الإيراني بعد اجتماع استمر لأربع ساعات مع وزير الحج والعمرة الدكتور محمد بن صالح بنتن وعدد من المسؤولين في وزارة الحج والعمرة، حيث أكد أن التوقيع النهائي سيكون في الاجتماع الثاني الذي كان مقررا له أمس.
يذكر أن وزارة الحج والعمرة أكدت في بيانها بعد فشل الاجتماع الأول أن وفد شؤون الحج الإيراني رفض التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات حج هذا العام، معللاً ذلك برغبته في عرضه على مرجعيتهم في إيران، ومبدياً إصراراً شديدا على تلبية مطالبهم المتمثلة في عدد من الأمور أبرزها أن تمنح التأشيرات لحجاجهم من داخل إيران، وإعادة صياغة الفقرة الخاصة بالطيران المدني فيما يتعلق بمناصفة نقل الحجاج بين الناقل الجوي الإيراني، والناقل الجوي السعودي مما يعد مخالفة للمعمول به دولياً، وتضمين فقرات في المحضر تسمح لهم بإقامة «دعاء كميل» و»مراسم البراءة» و»نشرة زائر»، وهذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي.
القدس العربي