أنقرة – الأناضول: ستكون تركيا، الواقعة على تقاطع خطوط التجارة والطاقة بين الشرق والغرب، على موعد مع ازدهار جديد، يتمثل في طريق «الحرير الجديد».
وزير المواصلات والاتصالات والنقل البحري التركي، أحمد أرسلان، كان حاضرًا في اجتماعات عقدتها الصين خلال وقت سابق الشهر، بشأن مبادرة «الحزام والطريق».
وكشف في حوار خاص أنه أجرى محادثاتٍ في الصين حول إطلاق مشروع «طريق الحرير الجديد» الذي يعتبر ممرًا مهمًا يصل بين الصين والقارة الأوروبية.
وأكد أن بلاده أنجزت مشاريع في مجال البنية التحتية، لتحسين نوعية النقل، خلال السنوات الـ14 الماضية، بقيمة إجمالية تتجاوز 100 مليار دولار أمريكي.
ووقعت حكومتا تركيا والصين على مذكرة تفاهم في إطار قمة العشرين التي جرت في 2015 في مدينة أنطاليا التركية، حول مشروع «طريق الحرير الجديد»، وتعزيز العلاقات التجارية والملاحة البحرية للبلدين، إضافة إلى مذكرة تفاهم تتعلق بمبادرة «ممر الوسط».
ويعدّ «ممر الوسط» أحد أهم عناصر مشروع إحياء «طريق الحرير» التاريخي، الذي يصل بين تركيا والصين مرورًا بجورجيا وأذربيجان وبحر قزوين (بواسطة عبّارات) ومنه إلى تركمانستان، وكازاخستان، ثم أفغانستان، وباكستان.
وشارك أرسلان خلال مرافقته للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الصين، في المؤتمر الوزاري لـ»منتدى الحزام والطريق» رفيع المستوى للحوار والتعاون الدولي.
وقال «المبادرة المسماة بالحزام والطريق تتمتع بأهمية كبيرة على صعيد إحياء طريق الحرير التاريخي واقتصادات الدول التي يمر منها».
وأضاف «تركيا بوصفها جزءًا من هذا المسار، تشغل مكانة مهمة كأحد الاقتصادات النامية، وكبلدٍ يمتلك موارد مهمة، ويقع على تقاطع ممرات الطاقة والطرق التجارية، فضلًا عن الكثافة السكانية والأسواق الاستهلاكية المهمة».
ويأتي مشروع “طريق الحرير الجديد» ضمن المشاريع المهمة التي تهدف لإيجاد بدائل للطرق بين أوروبا وآسيا.
وقال «إن مشروع طريق الحرير الجديد، الذي تعتبره تركيا مشروعاً استراتيجياً، يهدف لوصل الصين وتركيا من خلال بلدان آسيا الوسطى وبحر قزوين. سيكون هذا الخط، متمماً للخطوط الموجودة بين الشرق والغرب، لكنه سيكون أكثر أمنًا وأنجع من الناحية الاقتصادية».
وأضاف «بالنسبة للطريق المذكور، ينبغي النهوض بمشاريع بنية تحتية هامة مع مناطق مرور المشروع.. ومع الانتهاء من خطوط المشروع سيكون لدينا خطوط سكك حديدية متكاملة تصل بين أوروبا والصين».
ومن أبرز ميزات الممر، أنه منخفض التكاليف بالمقارنة مع «ممر الشمال»، حيث أن مسافة الأول أقصر بألفي كم من الثاني، ومن المتوقع أن يختصر زمن المرور 15 يومًا بالمقارنة مع ممر الشمال.
وفي حال تم تفعيل الممر فمن المتوقع أن تمثل التجارة الصينية الأوروبية البالغة (600 مليار دولار سنويا)، فرصًا اقتصادية لبلدان آسيا الوسطى، خصوصًا أن إنشاء مراكز نقل ومناطق تجارة حرة في تركمانستان، وكازاخستان، وأذربيجان، من شأنها أيضًا أن تعزز التقارب بين هذه الدول.
ولفت الوزير التركي إلى أن مشاريع خطوط السكك الحديدية، مثل مرمراي الذي يصل بين القارتين الأوروبية والآسيوية في تركيا وافتتح في 2013، وباكو – تبليسي – قارص الذي سيجري افتتاحه في يونيو/حزيران المقبل، وأدرنة – قارص الذي تجري مفاوضات لإنشائه بالتعاون مع الصين، تعتبر ذات أهمية كبيرة وجزءًا مهمًا من «طريق الحرير الجديد».
وأشار أرسلان إلى أن «الحكومة التركية أقامت مشاريع ضخمة في مجال البنية التحتية، لتحسين نوعية النقل المتعدد الوسائط وتذليل جميع العوائق، وشملت إقامة الطرق السريعة الجديدة، والسكك الحديدية، والمطارات، والموانئ الحديثة».
وأنهت تركيا بنجاح المشاريع الخاصة بالنقل البري الكفيلة بربط الشرق والغرب بما في ذلك ممرات الطريق السريعة، والأنفاق، والجسور، وبذلت جهودًاعلى صعيد التعاون مع البلدان المجاورة من أجل تطوير حركة العبور (الترانزيت) وإزالة الحواجز غير المادية.
ولتركيا أهمية على خطوط الملاحة العالمية، حيث تسيطر على مضيقي (البوسفور والدردنيل) اللذين يصلان البحر الأسود بالبحر المتوسط، «وخطوط الملاحة البحرية المتجهة إلى الهند عبر قناة السويس وإلى المحيط الأطلسي عبر مضيق جبل طارق، تمر من المياه والموانئ التركية».
وختم أرسلان حديثه قائلًا «نحن منفتحون على جميع أنواع التعاون الإقليمي والثنائي، من أجل تنفيذ مشروع طريق الحرير الجديد، الذي سيساهم في إثراء الاقتصاد والعلوم والثقافة على مستوى العالم».