فجّر وزير الداخلية نهاد المشنوق مفاجأة سياسية ليل الخميس الجمعة بانتقاده السياسة السعودية تجاه لبنان، في سابقة لم تقدم عليها أي شخصية قريبة من تيار المستقبل. وحمّل المشنوق «السياسة السعودية في العهد السابق المسؤولية عن دفع تيار المستقبل إلى خيارات لم نرض بها ومنها زيارة الرئيس سعد الحريري إلى سوريا».
واعتبر «ان ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية لم يولد لدى الرئيس الحريري، وإنما في الخارجية البريطانية مروراً بالأمريكيين وصولاً إلى السعوديين فالرئيس الحريري. وكان المبرّر لهذا الترشيح أن «حزب الله» سيعود من سوريا خاسراً، وسيشبه «الفيل» الذي يدخل بيتاً من زجاج فيبدأ بالتكسير، لذا يجب الإتيان برئيس يرتاح إليه ويمكنه التعامل معه». وأضاف «أن ضمان البلد حالياً هو قرار دولي وآخر إقليمي وليس السلاح».
وأكد أنه «لن ينتخب رئيس في الوقت الحاضر للأسباب نفسها التي منعت انتخاب رئيس في الجلسات السابقة. وذكر بأن الحريري رشح العماد ميشال عون في وقت سابق، «فقالت السعودية آنذاك ما لا يقال وفعلت ما لا يفعل».
ودعا المشنوق عقب نتائج الانتخابات البلدية التي أظهرت تراجع نفوذ تيار المستقبل وخصوصاً الفشل في طرابلس «إلى الكف عن اللف والدوران، فالشمال، تاريخه قائم على مواجهة النظام السوري، والناس في الشمال عروبيون وعانوا من هذا النظام ورأيهم بملف «حزب الله» والقتال في سوريا ليس أقل حدية وبطبيعة الحال إنهم عندما يرون أن هذه العناوين تتراجع داخل الخط السياسي، فمن الطبيعي أن يصوّتوا في الاتجاه الآخر».
وأشار إلى أن «كل الناس تعتقد أن ما قمنا به هو خيارنا الطبيعي، لكن لا، الـسياسة السعودية السابقة طلبت وأوصت وألحت للوصول إلى هذه السياسة»، مشدداً على أنه يقول هذا الكلام على مسؤوليته الخاصة على الرغم من أنه سيتم نفيه، خصوصاً من رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري. وكشف عن أن «السياسة السعودية السابقة هي التي أجبرتنا على الذهاب إلى دمشق من أجل المهادنة مع النظام السوري، وهي من دفعت بـ»تيار المستقبل» الى اتخاذ المواقف التي اتخذها للتقرب من الخط السوري».
وقد دفعت هذه المواقف الصادرة عن المشنوق بعدد من السفارات إلى نفي تلك الوقائع. واستغرب سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري في بيان «المواقف التي أدلى بها وزير الداخلية الاستاذ نهاد المشنوق لبرنامج كلام الناس الخميس 2/6/2016 وإقحامه المملكة العربية السعودية في عدد من الملفات الداخلية».
وأكد «أن المملكة العربية السعودية لم ولن تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية ولا سيما ملف رئاسة الجمهورية الذي تعتبره ملفاً سيادياً يعود للأشقاء اللبنانيين وحدهم حق القرار فيه»، موضحاً أن «دور المملكة يقتصر على تشجيع المسؤولين اللبنانيين على إيجاد حل للأزمة السياسية وإنهاء الشغور الرئاسي لينتظم عمل مؤسسات الدولة ويعبر لبنان إلى مرحلة من الاستقرار والازدهار الاقتصادي بمعزل عمن يكون الرئيس الجديد».
كذلك صدر بيان مقتضب عن السفارة البريطانية جاء فيه «نحن لا ندعم أو نعارض أي مرشح محدد لرئاسة الجمهورية. إن انتخاب رئيس للجمهورية هو قرار ومسؤولية اللبنانيين. ونحن مستعدون للعمل مع رئيس جمهورية لبنان المقبل أياً يكن، كما وما زلنا ندعو الى انتخاب رئيس في أقرب وقت».
القدس العربي