على ما يبدو أن عملية عسكرية برية سينفذها الجيش التركي لطرد تنظيم الدولة من ريف حلب الشمالي، بات موعدها قريباً، وخاصة بعدما تناقلت وسائل إعلام تركية خبراً عن عملية توغل قام بها عناصر من القوات الخاصة التركية داخل الحدود السورية أخيراً، وصفت» بالنوعية».
وكشفت صحيفة «يني شفق» التركية بعضاً من تفاصيل هذه العملية التي قالت أن مجموعة مؤلفة من 20 جندياً من القوات الخاصة التركية نفذتها، على بعد 13 كم شرقي مدينة «كلس» التركية، وأنه تم خلال العملية تدمير بطاريات للصواريخ تابعة لتنظيم الدولة، إضافة إلى تعيين أهداف، تم قصفها في ما بعد عن طريق طائرات حربية تابعة لقوات التحالف، كما تضمنت العملية استكشاف المنطقة وجمع معلومات، وأن العملية تمت بعد إعلام «الولايات المتحدة وروسيا»، مما يرجح وجود توافق دولي حول مثل هذه العمليات التركية.
العملية النوعية هذه تزامنت مع اشتباكات عنيفة دارت صباح نفس اليوم بين فصائل المعارضة وتنظيم الدولة على محاور «حوار كلس، وحرجلة» القريبة من الحدود التركية، وتمكنت الفصائل من خلالها، قتل ما لا يقل عن 25 عنصراً من التنظيم، وهذا ما أكده ناصر تركماني، الناطق الإعلامي باسم المجلس التركماني السوري.
ويضيف تركماني في تصريح خاص لـ «القدس العربي» أن هجوم فصائل المعارضة جاء ضمن معارك كر وفر، لا تزال متواصلة في ريف حلب الشمالي منذ أكثر من شهر ونصف، وكرد على شن التنظيم عملية عسكرية على أكثر من قرية بغية إعادة السيطرة عليها، وكان الهجوم الأعنف، على محور قريتي «دوديان، وحوار كلس».
ويرى الناطق الإعلامي باسم المجلس التركماني السوري أن «التنظيم يهدف من هجومه هذا إلى السيطرة على المقرات العسكرية ومستودعات الأسلحة التابعة للفصائل، ومن ثم محاولة التسلل باتجاه تركيا لشن عمليات إرهابية في مدينة كلس»، حيث سبق وأن استهدفها التنظيم عدة مرات بالقذائف، وهذا ما يشكل تهديداً كبيراً على تركيا.
التحرك العسكري التركي هذا لاقى ترحيباً في أوساط مختلفة في المعارضة السورية، ويرى فيه المحلل العسكري والاستراتيجي العميد أحمد رحال أنه «يأتي في إطار تعويض ما أمكن تعويضه، لوقف موجة الصواريخ التي أقلقت سلطات أنقرة وسببت نقمة لدى الأهالي ودفع ثمنها السوريون المتواجدون هناك بعد موجة غضب انتابت سكان مدينة كلس بعد تحميل السوريين مسؤولية تلك التعديات بحكم وجودهم».
ويضيف رحال «من المؤكد أن تركيا تشعر بالندم الآن على الفرص التي أضاعتها خلال السنوات الماضية لثورة الشعب السوري، حيث كان بإمكانها حينها إقامة المنطقة الآمنة على طول الحدود التركية الجنوبية مع سوريا، وكانت بذلك خففت من ضغوط اقامة «كانتون كردي» على حدودها وقامت بدورها بحماية شعبها من أي هجمات إرهابية كما تتعرض له الآن مدينة كلس ومحيطها».
ويتوقع الخبير العسكري رحال أن «تركيا ومن باب الحفاظ على أمنها الوطني ستكون مقبلة على إجراءات أكبر في الأيام القادمة».
القدس العربي