لم يوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ما معنى «انزلاق النيران» عندما قال إن الغارة الإسرائيلية التي ضربت مبنى في مدينة البعث في القنيطرة كانت رداً على انزلاق النيران في اتجاه هضبة الجولان، لكن أغلب الظن في تفسير ذلك أن رشقات مصدرها الجيش السوري طالت مواقع للجيش الإسرائيلي ما استدعى رداً إسرائيلياً.
وحسب مصادر سورية، فإن الإسرائيليين ظنوا أنهم يتعقبون شخصية من حزب الله مستندين إلى معلومات عملاء لهم، وأن هذه الشخصية موجودة في مبنى سكني في مدينة البعث الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية في مدينة القنيطرة. المصدر قال لـ «القدس العربي» إن معلومات الإسرائيليين لم تكن دقيقة وإن أحداً من قيادات حزب الله لم يكن في هذا المبنى وإن الصاروخ الذي انطلق من مروحية عسكرية إسرائيلية نحو هدفه الافتراضي لم ينطلق على أساس معلومات دقيقة.
ويُضيف: وحتى يتجنب الإسرائيليون الوقوع في شرك استهداف خاطئ ذهب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي إلى التصريح بأن هذا الاستهداف الإسرائيلي جاء ردا على «انزلاق النيران» في اتجاه هضبة الجولان.
المصدر جزَم بأن إصابات أو ضحايا في صفوف الجيش السوري أو قيادات من حزب الله لم تحصل إطلاقاً مما يؤكد أن الغارة كانت تستند على معلومات خاطئة.
من أقصى الجنوب السوري إلى أقصى الشمال والشرق السوري، هناك حيث ترتفع حرارة المعارك الطاحنة التي يخوضها الجيش السوري ضد تنظيم «الدولة» (داعش)، مازال الجيش السوري يتقدم ميدانياً على جبهة مدينة الباب الاستراتيجية ويقضم مزيداً من البلدات والقرى الموجودة في محيطها آخرها كان في قرى جنوب الباب وهي (ديرقاق، عران، طومان، بيرة الباب، عويشية)، كما سيطر الجيش السوري على تلة العويشية المشرفة نارياً على قرية الشامي وهي المنفذ الوحيد المتبقي لتنظيم «الدولة» جنوب مدينة الباب. الجدير ذكره أن قرية الشامي هذه تقع بين قرية العويشية التي يسيطر عليها الجيش السوري وقرية العمية التي تسيطر عليها قوات درع الفرات المدعومة تركياً. وفي جبهة دير الزور يوسع الجيش السوري نطاق عملياته في مواجهة تنظيم «الدولة» محاولاً تأمين المطار العسكري وأحياء المدينة الواقعة تحت سيطرة الحكومة.
سياسياً لا جديد في ملف المفاوضات السياسية المرتقبة خلال شباط/فبراير الجاري بين الحكومة السورية والمعارضة في جنيف سوى أن مصادر في الحكومة السورية أكدت لـ «القدس العربي» جاهزية الطرف الرسمي السوري للمفاوضات واستعداده للذهاب إلى جنيف والانخراط في مفاوضات سياسية مع المعارضة «تصب في مصلحة سوريا كبلد».
المصدر قال إن «تشكيلة وفد الحكومة المفاوِض لم تُعلن بعد لكنها مسألة تقنية ستكون محسومة قبل موعد مفاوضات جنيف.
يأتي ذلك فيما تبدو المعارضة السورية متشنجة وغير جاهزة للتوجه إلى جنيف ضمن وفد موحد، وعلى ما يبدو ثمة صراع أجنحة داخل أطياف المعارضة السورية لم يُحسم حتى الآن.
فيما كان المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا قال في وقت سابق إنه سيحدد هو وفد المعارضة إلى مفاوضات جنيف إذا لم تتفق هذه المعارضة على وفد موحد، الأمر الذي قوبل بموجة سخط وردات فعل عارمة من المعارضة السورية ضد دي ميستورا.
القدس العربي