أثار نبأ تعيين المرشح الجمهوري الفائز بالرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، الجنرال مايكل فلين مستشاراً خاصاً للأمن القومي، الجدل لدوره النشيط في انتقاد سياسة الرئيس الحالي باراك أوباما في ملفي الأمن القومي والحرب على الإرهاب.
وكان فلين يقود الاستخبارات العسكرية في فترة 2012-2014، واستقال بعد نشوب خلافات بينه وبين فريق الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وسبق لفلين أن تعرض لانتقادات شديدة بسبب رفضه اتخاذ مواقف معادية لموسكو.
كما اختلف الجنرال البالغ من العمر 57 عاما مع إدارة أوباما حول سبل تسوية الوضع في سوريا. وسبق له أن تحدث عن نهوض تنظيمي «جبهة النصرة « وتنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا، قائلا إن ذلك لم يكن مصادفة أو خطأ غير مقصود، بل جاء نتيجة تخطيط مدروس من قبل فريق أوباما.
وفي مقابلة صحافية مع قناة «الجزيرة»، شكك فلين في احتمال أن تكون إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاهلت ما جاء في تحليلات الاستخبارات العسكرية، التي كان يقودها، بشأن خطر نهوض الإرهاب في سوريا. واستدرك قائلا: «أفكر أن ذلك كان قرارا مدروسا».
كما انتقد فلين، الذي سبق له أن لعب دورا مهما في حرب إدارة جورج بوش ضد الإرهاب، موقف إدارة أوباما من الغارات الروسية على تنظيم «الدولة». واعتبر أن واشنطن أخطأت عندما رفضت التعاون مع موسكو في مواجهة الإرهابيين. وقال في مقابلة مع RT في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إنه يعتقد أن التعاون بين روسيا والولايات المتحدة ومع الشركاء الآخرين، هو الطريق الوحيد لإيجاد حلول لمنطقة الشرق الأوسط.
وتابع قائلا: «علينا أن ندرك أن لروسيا سياسة خارجية خاصة بها، ولديها أيضا استراتيجية لضمان الأمن القومي. أما نحن، فأعتقد أننا فشلنا في تفهم ما هي (استراتيجية الأمن القومي)».
ويدخل فلين في بورصة الأسماء الأكثر عنصرية وصلابة ويمينية، إذ إنّ تاريخ الرجل يتحدّث عنه، بدءأ من انخراطه في حرب أفغانستان وصولاً إلى العراق، مع تمنياته بالقضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» في الرقة السورية، حتى ولو كلّف ذلك حياة المدنيين.
ولا يخفي فلين حقده على الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس باراك أوباماً، على الرغم من خروجه من عباءة الديمقراطيين، متهماً إيّاها بصناعة التنظيم وهي التهمة الأحب إلى قلب ترامب الذي لطالما ردد هذه النغمة.
وتولى المرشح فلين في السابق رئاسة وكالة الاستخبارات الدفاعية في أمريكا (DIA)، كما عمل مساعدا لمدير الاستخبارات في إدارة الرئيس باراك أوباما من 2004 إلى 2007، فضلاً عن عمله في العراق وأفغانستان، حيث قيادة القوات الخاصة الأمريكية إضافة إلى ذلك فإن فلين معروف بتأييده المطلق لـ«دولة إسرائيل».
واعترض الجنرال العسكري على الاتفاق النووي مع إيران، مشدداً على ضرورة التعاون مع روسيا في الملف السوري، قائلاً «لنكن واقعيين، علينا أن نتعاون مع موسكو لحل الأزمة السورية، ولا يمكن أن نطلب من الروس أن يعودوا إلى منازلهم، لأن ذلك لن يحدث إطلاقاً».
وعن تنظيم «الدولة»، قال فلين، في مقابلة سابقة له مع صحيفة «دير شبيغل» الألمانية، إنّه «لو لم يتم غزو العراق لما ظهر داعش، والذي أصبح منظمة إرهابية محترفة، وبلادي هي التي أوجدت هذا التنظيم عام 2004».
ولفت إلى أنّ «العاطفة العمياء قادت واشنطن بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول، إلى اتجاه خاطئ من الناحية الاستراتيجية كانت نتيجته غزو العراق وأفغانستان، وهذا خطأ فادح لن يتسامح معه التاريخ وسيجلب عقاباً قاسياً».
كذلك أعلن فلين عن فشل الاستخبارات الأمريكية في فهم العدو الذي تواجهه الولايات المتحدة، في رد على سؤال بشأن تنظيم «الدولة»، لافتاً إلى أنّ «أوباما قال إن المعلومات الاستخباراتية عن داعش لم تكن جيدة».
من جهة أخرى، يبدو أنّ هذه الشخصية المفضلة لدى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إذ أنه يناصر الرأي التركي الرسمي في الموقف من زعيم حركة «خدمة»، فتح الله غولن، المتهم بمحاولة منتصف يوليو/ تموز الانقلابية، ما يقرّب المسافة في العلاقات بين واشنطن وأنقرة، والتي تزعزعت في عهد أوباما بعد محاولة الانقلاب العسكري.
ووصف فلين، غولن المقيم في بنسلفانيا في الولايات المتحدة بأنّه «أسامة بن لادن تركيا»، قائلاً «لقد حان الوقت لنعيد النظر في أهمية تركيا، وأن نرتب أولوياتنا بالطريقة الصحيحة»، مضيفا «إننا بحاجة إلى ضبط سياستنا الخارجية لنعترف بتركيا كأولوية، إننا بحاجة إلى رؤية العالم من منظور تركيا».
ويمثل هذا تغيراً حاداً لما اتسم به نهج الحكومة المنتهية ولايتها، والتي تركز على الإجراءات القضائية بصورة بحتة، كما تتبنى تصريحات فلين التوجّه التركي نفسه بأن غولن «إرهابي».
القدس العربي