أكد دانييل غلاسر مساعد وزير المالية الأمريكي لشؤون التمويل الإرهابي ان تنظيم «الدولة» مازال مستمراً ببيع الغاز وليس النفط للنظام السوري ولا يحصل على أموال كثيرة مقابل ذلك بل على بضائع يحتاجها او ما يعرف بنظام المبادلة التجارية.
وتحدث في ندوة في واشنطن الخميس، وشرح مصادر تمويل تنظيم «الدولة» في العراق بقوله «انه في عام 2015 حصل التنظيم على أكثر من مليار دولار أتى معظمها من بيع النفط والغاز بقيمة 500 مليون دولار بينما حصل على ضرائب فرضها في مناطقه الواسعة الممتدة ما بين الموصل والرقة وتقدر بـ30 مليون شهرياً أي أن في عام 2015 بلغ مجموع الضرائب التي جمعها التنظيم حوالي 360 مليون دولار». وقال غلاسر «إننا نحاول ألا نسميها ضرائب بل أتاوات وابتزاز حتى لا نمحهم الشرعية».
وأشار غلاسر إلى ان التنظيم حصل على 500 مليون دولار كانت في فرع البنك المركزي العراقي في الموصل وبعض البنوك الأخرى. وأشار غلاسر إلى ان تنظيم «الدولة» حصل على فدى لقاء الإفراج عن بعض المختطفين من اوروبا تقدر بـ47 مليون دولار وما تزال الولايات المتحدة ضد دفع الفدية.
وقامت قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في 2016 بحرق حوالي مليار دولار للتنظيم عبر استهدافها أماكن تخزين هذه الأموال، وكما تقوم بتدمير أماكن انتاج النفط وخطوط النقل.
وأضاف غلاسر ان التنظيم يعتمد على بيع النفط محلياً داخل مناطقه، ويضيف غلاسر ان الولايات المتحدة نجحت بإقناع الحكومة العراقية بوقف تحويلات رواتب الموظفين الحكوميين في الموصل والتي تبلغ 170 مليون دولار شهرياً وتم وضع هذه الأموال في صندوق خاص.
ولكن غلاسر اعترف ان هناك 1900 محل في العراق لتغيير وصرف العملة يستغله تنظيم «الدولة» ويتم عبرها إجراء تحويلات مالية.
وان وزارة المالية الأمريكية تحاول إقناع الحكومة العراقية تحفيض عدد هذه المحلات لتغيير العملة، كما أنها تحاول تحديث النظام المالي العراقي الذي يقوم على الدفع عداً ونقداً (الكاش) لأنه يسهل اختراق تنظيم «الدولة» للسوق العراقية .
وتم تجميد 90 بنكاً وفرعاً لبنوك عراقيه في مدينة الموصل بعد أن حاول التنظيم استخدامها. وأشار غلاسر انهم يعملون مع الحكومة الكردية في شمال العراق على وقف غسيل الأموال التي يضخها تنظيم «الدولة» للمنطقة. وأكد غلاسر انه لا يوجد تمويل خارجي لتنظيم الدولة الإسلامية ولكن، هناك استمرار للتمويل الشخصي من قبل بعض الأفراد من دول الخليج العربية لـ»القاعدة» او فروعها مثل «النصرة» في سوريا، وسيقوم بزيارة هذه الدول قريباً ويجتمع في الكويت في مؤتمر تترأسه السعودية وأمريكا وإيطاليا لمتابعة منع التمويل لـ»القاعدة».
وأشار إلى ان قطر قامت مؤخراً بإلقاء القبض على ممولين لـ «القاعدة» وتحويلهم للقضاء. وعندما سئل عن تمويل إيران للإرهاب أجاب غلاسر «اننا مازلنا نعرب عن قلقنا لاستمرار إيران بتمويل الإرهاب مثل تمويل حزب الله بمئات الملايين من الدولارات ولكن ماتزال إيران على لائحة الدول التي تدعم الإرهاب وكذلك مازال حزب الله يعتبر منظمة ارهابية».
وأشار غلاسر إلى انه تم تحقيق وقف تعامل البنوك اللبنانية مع حزب الله واتباعه ولكن إيران مازالت تنقل الأموال إلى حزب الله. وشدد ان «قوات القدس» التابعة للحرس الثوري الإيراني هي على لائحة المنظمات الإرهابية وان الحرس الثوري الإيراني محظور التعامل معه في النظام المالي الدولي وان كان يحاول انشاء شركات وهمية للتغلغل في الغرب. وحول تمويل الميليشيات الشيعية في العراق قال غلاسر انه لم يجر وضعها على لائحة الإرهاب ولا يمكن منع تمويلها.
«القدس العربي»