كشفت مجلة «شبيغل» الألمانية أمس الثلاثاء عن وجود أدلة تشير إلى أن صاروخاً واحداً على الأقل يحمل غازاً ساماً استخدم في سوريا، كان يحتوي على مادة ألمانية الصنع. ونقلت المجلة الألمانية هذه المعلومات عن تحقيقات أجراها الموقع الإلكتروني البريطاني للصحافة الاستقصائية «bellingcat.com»، بالإضافة إلى شبكة «سوريون من أجل الحقيقة والعدالة».
ووفقاً لهذه التحقيقات، يُعتقد أن صاروخاً استخدم على الأقل من الإنتاج الإيراني في الهجوم الذي يشتبه بأنه كان بالغاز السام على مدينة دوما قرب دمشق. ويُعتقد أن هذا الصاروخ احتوى على جزء صُنع في ألمانيا، نقلاً عن المجلة.
ويُعتقد أن الصاروخ قد أطلق في 22 كانون الثاني/ يناير الماضي على مدينة دوما. وانتشرت صور في مواقع التواصل الاجتماعي تظهر الصاروخ الذي يحتوي على قطعة دائرية تبدو وكأنها قطعة من ورق الكارتون وتحمل علامة «صنع في ألمانيا» وكلمة «بريسشبان» وهي شركة ألمانية مصنعة لمواد عازلة. وذكرت المجلة أن لوغو الشركة ظاهر أيضـاً في الصـور.
من جهتها أكدت الشركة المصنعة لصحيفة «بيلد» الألمانية أن مواد مصنعة من شركة «بريسشبان» بيعت كقطع عازلة للإلكترونيات لشركتين تجاريتين إيرانيتين. وتستعمل هذه المواد «خاصة في المحركات الصغيرة المستخدمة في المنازل وفي المركبات». وذكرت الشركة التي مقرها فايهينغن في جنوب ألمانيا، أنها ستدقق في علاقاتها التجارية مع الشركة وأنها صدمت من هذه المعلومات.
يذكر أن ألمانيا أقرت قبل سنوات بأنها باعت لسوريا حوالي 360 طناً من المواد الكيماوية التي يمكن أن تستخدم لصناعة غاز سام، وهي مواد مزدوجة الاستخدام لأغراض مدنية وعسكرية.
وكانت وزارة الاقتصاد الألمانية قد أوضحت في وقت سابق أن موردين ألمان قاموا بتصدير مواد كيماوية تصنف باعتبارها مزدوجة الاستخدام في أغراض مدنية وعسكرية، وذلك خلال الفترة من عام 1998 حتى نيسان/ أبريل 2011، أي قبل اندلاع الثورة السورية مباشرة.
وتزيد هذه الكمية التي أعلنت عنها وزارة الاقتصاد الألمانية بمقدار ثلاثة أضعاف عن الكميات التي كانت معروفة من قبل. ووضحت الحكومة الألمانية في وقت سابق أنه تم تصدير 134 طناً من المواد الكيماوية إلى سوريا خلال الفترة من 2002 وحتى 2006 فقط. وأضافت الوزارة أن هذه المواد كان من المستهدف أن تدخل في صناعات المجوهرات ومعاجين الأسنان ومعالجة المياه بمركبات الفلور.
يذكر أن ألمانيا لعبت درواً رئيسياً في التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية، حيث تسلمت ألمانيا من سوريا عن طريق الأمم المتحدة كميات من الأسلحة الكيماوية والغازات السامة وأتلفتها في عرض البحر قرابة مدينة كيل الألمانية.