غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: نفذت قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، حملة اعتقالات واسعة، ضمن صفوفها في مناطق مختلفة من ريف حلب الشرقي، طالت العديد من عناصر وقيادات عربية، بتهمة التواصل مع فصائل الجيش الحر في مدينة جرابلس، وسط مخاوف كردية من وقوع عمليات انشقاق أخرى.
يأتي ذلك بعيد إعلان لواء التحرير بقيادة فرحان العسكر الانشقاق عن قوات سوريا الديمقراطية وانضمامه إلى قوات درع الفرات في مدينة جرابلس في 2 أيلول/ سبتمبر الجاري.
وقال الناشط الميداني محمد الحمد، لـ «القدس العربي»: «إن قوات سوريا الديمقراطية نفذت حملة اعتقالات في صفوف عناصر وقيادات عربية ممن تشك بأنهم يتواصلون مع فصائل الجيش الحر في مدينة جرابلس من بينهم القيادي سعيد الجاسم، قائد كتائب «شهداء القبة» في جيش الثوار».
وأضاف إن ريف حلب الشرقي يشهد حالة استنفار قصوى في صفوف العناصر المسلحة التابعة للوحدات الكردية، التي دفعت بتعزيزات جديدة نحو المناطق المحاذية لمدنية جرابلس وإلى الحدود مع التركية، وعززت مواقعها بآليات عسكرية، خلال اليومين الماضيين.
وأكد على أن قوات سوريا الديمقراطية تستشعر الخوف من وقوع مزيد من الانشقاقات بعد انشقاق لواء الحرية مؤخراً، وهروب عناصر آخرين بشكل فردي بأسلحتهم الفردية إلى مدينة جرابلس، الأمر الذي تسبب في بوادر صراع تلوح في الأفق جراء الممارسات الهمجية التي انتهجتها القوات الكردية، دون الأخذ في الاعتبار حساسية وطبيعة العلاقة بين المكونات في المنطقة.
من جهته، قال أبو جاسم أحد القادة العسكريين في الجيش الحر، وهو منشق عن قوات سوريا الديمقراطية: إن هذه الاعتقالات تأتي كردة فعل على الانشقاقات، التي جرت في ريف حلب الشرقي مؤخراً، وإنها «كانت متوقعة» لردع الفصائل الأخرى، ورجح كذلك تزايد عمليات الانشقاق في الفترة المقبلة، التي ترافقت مع عملية درع الفرات.
وأضاف أن التطوارت الأخيرة أثبتت بأن قوات سوريا الديمقراطية لم تكن ديمقراطية حسب ما كانت تصف نفسها وإنما عبارة عن كتائب ينعدم بينها الترابط وكان يراد إظهارها كذلك لتنفيذ أجندات معينة، مشيرا إلى أن التحالف الدولي يعول عليها كثيرا ويعطيها الكثير من الأسلحة والعتاد، التي بدورها ترتكب جرائم باسم الديمقراطية كعمليات الاغتيال والاختطاف والتهجير القسري.
يذكر أن المعارضة السورية المسلحة أطلقت في 24 آب/ أغسطس، عملية عسكرية أطلقت عليها اسم “درع الفرات” وسط غطاء جوي من المقاتلات التركية بهدف السيطرة على شرق الفرات، الأمر الذي يراه البعض وراء الانشقاقات التي حصلت في صفوف قوات سوريا الديمقراطية مؤخراً.