نجحت المعارضة السورية في مدينة داريا في غوطة دمشق الغربية أمس في صد هجوم عسكري بري كبير لقوات النظام على المدينة التي استخدمت كاسحات ألغام ودبابات متطورة، حيث أعلنت المعارضة عن قتل قرابة 15 عنصرا من القوات المهاجمة، وتدمير دبابة من طراز ت-72 في الجبهة الجنوبية الغربية للمدينة.
قائد «لواء شهداء الإسلام» في داريا النقيب أبو جمال قال: هجوم قوات النظام السوري يوم أمس على مدينة داريا لم يكن خرقا عابرا للهدنة الدولية المبرمة في سورية فحسب، بل إن الأسد حضر مسبقاً للهجوم على المدينة، ولم يكن هجومه ردة فعل على خرق لاتفاق التهدئة من طرفنا، حيث أن اتفاق وقف الأعمال العدائية نجح بشكل كبير في داريا بخلاف باقي المناطق على امتداد الخارطة السورية.
وتحدث النقيب أبو جمال لـ «القدس العربي» خلال اتصال خاص معه عن وجود علاقة رابطة بين الضغوط الممارسة من قبل المجتمع الدولي على نظام الأسد لإدخال مساعدات إلى المحاصرين في المدينة وبين حملته العسكرية التي بدأت يوم أمس، مشيراً إلى أن اتفاق التهدئة في مدينة داريا كان ناجحاً بسبب التزام الجيش الحر فيها، ودخول اللجنة الأممية إلى المدينة دحض جميع مزاعم النظام بوجود مجموعات متشددة لا تشملها الهدنة، ليختار الأسد الحرب وسيلة لحرمان المدينة من المساعدات الأممية.
واستطرد بالقول «ما شاهدته اللجنة الأممية عندما زارت المدينة هو آلاف المدنيين الذين يحاصرهم الأسد ونظامه والذين يعانون من أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة، ومن هنا لم يبق للأسد حجة لحرمان المدينة من المساعدات الأممية سوى فتح المعارك وخرق اتفاق التهدئة بشن حرب برية على جبهاتها».
وأشار قائد «لواء شهداء الإسلام» إلى أن كل تحركات قوات النظام خلال الأيام الماضية كانت تشير إلى أنه يحضر لشيء ما على تخوم مدينة داريا، ولذلك كان الجيش الحر مستعدا لصد أي هجوم عسكري محتمل. وفعلاً هذا ما حصل الأمس فقد استخدم النظام صواريخ الفيل والمدفعية الثقيلة أثناء محاولته التقدم على الجبهة الجنوبية الغربية، لكن قوات الجيش الحر تصدت للهجوم البري ودمرت دبابة للنظام.
بدوره تحدث مدير المكتب الإعلامي في مدينة داريا كرم الشامي عن رفض النظام السوري لعشرات الطلبات الدولية بضرورة إدخال مساعدات إغاثية إلى مدينة داريا، وبعد شهرين من الضغط الدولي المتواصل على الأسد وصلت قافلة المساعدات لتخوم المدينة، لكن النظام رفض إدخالها، وقصف المدنيين المنتظرين للمساعدات بـ 11 قذيفة صاروخية أدت لمصرع أب وابنه، وإصابة آخرين.
وأكد الشامي، حصولهم على تسريبات تفيد بأن النظام السوري أبلغ الروس بخيارين أولهما أن يدخل المساعدات إلى داريا ويواصل قصفها واقتحامها، والخيار الثاني هو أن يوقف القصف ويحرمها من المساعدات الأممية، مشيراً إلى روسيا طلبت من الأسد أن يأخذ الخيار الثاني ويماطل في الخيار الأول.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قالت قبل أيام «إن حكومة بشار الأسد منعت دخول قافلة مساعدات إلى بلدة سورية محاصرة، مما حال دون وصول ما كانت ستصبح أول إمدادات لسكانها منذ عام 2012»، وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تغريدة عبر موقع «تويتر»: «مع الأسف منعت قافلة المساعدات المشتركة مع الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري من دخول داريا رغم الحصول على الإذن المسبق من جميع الأطراف.
القدس العربي