«القدس العربي»: أبلغت فصائل الثورة السورية «جبهة فتح الشام» بضرورة مغادرة حلب استجابة للتفاهم التركي الروسي القاضي بإخلاء المدينة من مقاتلي الجبهة لفك الحصار عن الأحياء الشرقية من المدينة وضمان وصول المساعدات الإنسانية إليها.
وقال عمر عبد الحكيم أحد الكوادر الميدانية في «قوة درع الفرات»، أن «التبليغ الذي استلمته جبهة فتح الشام قبل يومين جاء في محاولة من الفصائل لاخراج مقاتلي الجبهة وسحب الحجج الروسية التي تتذرع بوجود الجبهة وتقوم بارتكاب جرائم بحق المدنيين في الأحياء الشرقية من المدينة باستخدام ابشع أنواع القتل الهمجي بالطائرات التي تستخدم صواريخ ارتجاجية وأخرى حارقة وغيرها لايقاع أكبر عدد من الضحايا في صفوف المدنيين»، حسب قوله.
وأضاف في اتصال مع «القدس العربي» أن «جبهة فتح الشام حتى اليوم ترفض الخروج من حلب رغم التبليغ، لكن بعض القيادات المهمة في الجبهة اشترطت الخروج وإخلاء حلب من جنودها بشروط عدة أهمها، جدية الروس في الهدنة ومصداقيتهم في فتح ممرات آمنة وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية التركية أو التي ترسل عن طريق الأمم المتحدة إلى السكان المحاصرين، إضافة إلى قيام الفصائل التي أبلغت جبهة فتح الشام بالانسحاب من حلب بتسليم الجبهة مواقع تابعة لتلك الفصائل في محافظة ادلب كتعويض عن مواقعها في حلب». وقال «إن هناك انقسامات في مواقف الفصائل من شروط جبهة فتح الشام لكن في كل الأحوال ستستجيب هذه الفصائل وتقوم بتسليم بعض المواقع للجبهة في إدلب طالما أصرت قيادة الجبهة على موقفها هذا».
من جهة أخرى، أكد القائد الميداني في قوة درع الفرات على ان «الأسابيع والأيام الماضية شهدت إقبالا كبيرا من بعض الفصائل للانضمام تحت قيادة درع الفرات، وقد التحق المئات من مقاتلي تلك الفصائل إلى معسكرات التدريب التابعة لدرع الفرات في الأراضي المحررة».
وتسعى «درع الفرات»، حسب عبد الحكيم، إلى زيادة «اعداد مقاتليها للقتال إلى جانب القوات التركية من اجل تحرير أكبر مساحة من الأراضي من تنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية تمهيداً لإعلان منطقة آمنة في المناطق المحررة لإيواء النازحين وإنشاء معسكرات خاصة للمقاتلين بدعم وإشراف القوات التركية الحليفة»، وفقاً لتعبيره.
وأشار إلى أن حجم القوات الحقيقي لـ «درع الفرات أكبر مما هو معلن بكثير بعد التحاق الكثير من الفصائل الصغيرة إليها واستمرار التحرك في اتجاه الإنضمام إليها طالما ان الأهداف لا تتعارض مع اهداف الثورة السورية وأيضاً طالما ان هناك دعماً تركياً بعد ان قلصت الدول الداعمة تقديم ما يحتاجه الجيش الحر والفصائل الإسلامية بعد التدخل الروسي وفشل الولايات المتحدة في توفير دعم حقيقي للثوار، وتخليها عن الفصائل التي تحالفت معها»، على حد قوله.
وتوقع عبد الحكيم، ان تكون «قوة درع الفرات» هي الأكبر في عموم الشمال السوري بعد أن «تتمكن من تطهير شمال حلب من تنظيم الدولة والقوات الكردية بعد ان باشرت القوات التركية منذ يومين باستهداف القوات الكردية بشكل مباشر لإخراجها من مدينة منبج، ومن ثم السيطرة على مدينة الباب التي يسيطر عليها التنظيم»، حسب قوله لـ»القدس العربي».