تتسع يوماً بعد آخر دائرة استهداف قوات التحالف الدولي للسكان العرب المدنيين في مدينة منبج وعدد من مناطق ريف حلب الشرقي الأخرى.
حيث أوقعت عمليات القصف الأخيرة لمدينة منبج وريفها بأعداداً كبيرة من الضحايا المدنيين، بينما تقول قوات التحالف إن تنظيم الدولة يتحصن فيها، مما دفع جهات إعلامية وحقوقية لاستنكار أساليب القصف العشوائي هذه التي خلفت في الحصيلة الأولى للضحايا أكثر من 50 قتيلاً وعشرات الجرحى، وفقاً مصادر حقوقية من أبناء المدينة.
وقال أحمد محمد وهو ناشط اعلامي وحقوقي من مدينة منبج لـ «القدس العربي»: إن مقاتلات التحالف الدولي ارتكبت خلال أسبوع واحد مجازر مروعة عدة في مدينة منبج وريفها راح ضحيتها العشرات من سكان المنطقة إثر تزايد استهداف منازل المدنيين بالصواريخ الفراغية. وبحسب محمد فإن المناطق التي قصفها التحالف الدولي وتسببت في وقوع ضحايا مدنيين من النساء والأطفال في مدينة منبج وريفها هي حارة الحواتمة، قرية اوجقناه، قرية السكاوية التي تقع بقرب من سد تشرين، ومنطقة المدجنة بريف الغربي.
وأشار محمد إلى أن نحو 200 ألف شخص باتوا محاصرين الآن داخل منبج، ويخشون من قصف مقاتلات التحالف لمنازلهم، وأن يتحولوا إلى دروع بشرية لطرفي الصراع.
ويتخوف أهالي منبج من انتقال المعارك إلى داخل المدينة في ظل غياب أي منافذ يخرجون منها، ويخشون من تدهور الأوضاع في حال استمرار الحصار على مدينتهم. ويقول جاسم العبد وهو من سكان مدينة منبج: إن عائلته المكونة من تسعة أفراد كتب لها الحياة من جديد بفضل الله، بعد أن طلب من أسرته مغادرة المنزل الملاصق لأحد مقرات تنظيم الدولة في مدينة منبج الذي تعرض للقصف بعد ثوانٍ معدودة من إخلائهم للبيت.
وأضاف أنه أثناء خروجهم من المنزل مسرعين تعرض أحد المباني السكنية المجاورة للقصف، مما أدى إلى تناثر أفراد العائلة في كل حدب وصوب لشدة الانفجار الذي أدى إلى إنهيار المبنى على الأرض.
وأكد العبد بأن الأهالي يعيشون أوضاعاً مأساوية صعبة في ظل الحصار الذي تفرضه قوات سوريا الديمقراطية على منبج ومحيطها منذ نحو الأسبوع، مما تسبب في نقص حاد بالمواد الغذائية والمستلزمات الطبية والأدوية.
يشار إلى أن ما يقدر بنحو 400 شخص تمكنوا من الفرار من منبج منذ بدء قوات سوريا الديمقراطية هجومها العسكري للسيطرة على المدينة من تنظيم الدولة يوم 31 أيار/مايو الماضي، وخاصة من ريف المدينة، ويعتقد أن ما يبلغ 200 ألف مدني ما زالوا تحت الحصار في المدينة.
القدس العربي – عبد الرزاق النبهان