:ما زال تنظيم «الدولة الإسلامية» يسيطر على 80 في المئة من صحراء الأنبار في العراق، إضافة إلى سيطرته على معظم الطرق المؤدية إلى وادي حوران والصكار والطريق السريع 160 وعكاشات حصيبة ومدن عانة ووراه والقائم، وفق ما أكد مصدر أمني خاص لـ«القدس العربي». ويشنّ التنظيم ،من خلال هذه المناطق، وفق المصدر «هجمات نوعية تستهدف الجيش العراقي ومتطوعي الحشد العشائري، وقد أدت هذه الهجمات إلى خسائر فادحة بالأرواح والمعدات».
وأضاف المصدر، وهو ضابط برتبة ملازم أول في فوج صقور الصحراء الأول، أن «صحراء غرب الأنبار باتت حلقة الوصل بين مناطق نفوذه في سوريا والعراق، وتمثل الشريان الحيوي وخزين إمداداته العسكريّة لعناصر تنظيم الدولة بالسلاح والمقاتلين».
وحسب المصدر، «المنطقة تضم معسكرات ضخمة لتدريب مقاتليه الوافدين من خارج الحدود وبات التنظيم يستخدمها منطلق لشنّ هجمات متكررة يستهدف فيها القوات الأمنيّة العراقية وحرس الحدود بين الوقت والآخر، وأدت لاختطاف ومقتل وإصابة العديد من الضباط والجنود».
و يقوم عناصر التنظيم بـ»نصب الكمائن المسلّحة وإقامة حواجز وهمية حيث يتنكر عناصره بزيّ الجيش العراقي وأفواج شرطة المغاوير» طبقاً للمصدر الذي يضيف أن «أغلب هجمات الدولة تستهدف المعابر الحدودية مثل معبر التنف وطربيل، حيث يفرض سيطرته عليها لساعات ثم ينسحب بسلاسة لمقراته في صحراء وادي حوران»
ويتوقع الضابط أن «يشنّ تنظيم الدولة هجموما عنيفا يعيد فيه السيطرة على مدن الرمادي المحررة التي خسرها العام الماضي».
ويعزو هذا التوقع لأسباب عدة منها «ضعف الجهد الاستخباراتي لعناصر لواء البادية والجزيرة وعدم وجود قوات مدربة كافيه تشنّ عمليات عسكرية خاطفة تشل من حركة مقاتلي التنظيم على الشريط الحدودي للعراق مع الجارة سوريا وقطع خطوط إمداده العسكريّة».
وكشف الضباط عن وجود «أصابع خفيّة تقف خلفها جهات متنفذة تمنع تأمين الطريق السريع الرابط بين الرمادي مناطق صحراء الأنبار المؤدي الى المنافذ الحدوية وتحرير صحراء وادي حوران من قبضة المسلّحين».
وهدف هذه الجهات، «استنزاف الجيش العراقي بحرب طويلة الامد، فضلا عن استخدام هذا الطريق من قبل الميليشيات الشيعية العراقية والإيرانية لتقديم الدعم والاسناد إلى نظام بشار الأسد في سوريا، إذ أصبح هذا الطريق ممرا حيويا لنقل الأسلحة وتدفق المقاتلين الشيعة عبر الأراضي العراقية لسوريا».
وبين الضابط أن «سر صمود متطوعي الحشد العشائر والجيش العراقي في مواجهة تنظيم الدولة هو الدعم الأمريكي المتواصل لهم بالاشراف على التدريب وتقديم الاستشارات القتالية ووضع الخطط «.
ولولا هذا الدعم لـ«احتل مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية مجددا مدنا جديدة في الأنبار وزحفوا نحو بغداد في غضون أيام»، وفق المصدر الذي أشارأيضاً إلى أن «القوات المتواجدة في قواعد الأنبار العسكريّة غير كافية للسيطرة على صحراء الأنبار الغربية والحكومة العراقية تتجاهل نداءتنا المستمرة عبر مطالبتها بزيادة نشر سيطرات أمنية على طول الشريط الحدوي مع العراق الذي لايزال تحت سيطرة مقاتلي التنظيم»
المصدر:القدس العربي.