برلين – د ب أ: بدأ شهر رمضان قبل أيام، في الوقت الذي يستعد فيه العديد من اللاعبين المسلمين لخوض منافسات «يورو 2016»، الأمر الذي جعلهم أمام معضلة ضمير، تتطلب منهم إحداث نوع من التوازن بين المعتقدات والحفاظ على النشاط البدني والاختيار بين الالتزام الديني والأداء الفني.
وأشار النجم الفرنسي باول بوغبا إلى الأهمية الكبيرة، التي يوليها لهذه الفترة من العام، حيث قال: «أتمنى أن يأتي رمضان بكل خير على أخوتي وأخواتي وأن يغفر لنا الله جميع ذنوبنا وأن يستجيب دعاءنا». لكن لن يلتزم نجم يوفنتوس هذا العام بصيام رمضان، كما سبق وأن فعل خلال فاعليات كأس العالم 2014 بالبرازيل، وهو القرار، الذي اتخذه زميلاه بالمنتخب نغولو كانتي وباكاري سانيا. واتفق اللاعبون مع الاتحاد الفرنسي على عدم الصوم، طوال الفترة، التي تستمر فيها فرنسا في منافسات البطولة، حسب ما أفادت صحيفة «ليكيب» الفرنسية. ومن المؤكد أن أداء لاعب يتأثر كثيرا عند عدم حصوله على مصادر الطاقة، حيث قال الألماني هانز براون، خبير الرياضات والتغذية: «الكميات الاحتياطية من السوائل والكربوهيدرات لا تتجدد خلال الوقت من طلوع الشمس وحتى مغربها». وأضاف: «عملية فقد الطاقة خلال ما يربو على 60 دقيقة ستؤدي إلى هبوط حاد في الأداء البدني». وكان اللاعب الألماني مسعود أوزيل، الذي يعرف عنه التزامه الكبير بتعاليم الدين الإسلامي، أعلن أيضا أنه لن يلتزم بالصوم خلال مشاركته في البطولة الأوروبية. واتفق سامي خضيرة نجم المنتخب الألماني، وصاحب الأصول التونسية مع زميله في المنتخب الألماني مسعود أوزيل، حيث قال: «الطقس في الصيف حار للغاية، أمامنا مباريات و تدريبات قوية، بالنسبة لي الصيام مستحيل خلال تلك الفترة».
وعلى جانب آخر قال اللاعبان ايمري جان وشكودران مصطفي، وهما مسلمان أيضا في صفوف «الماكينات الألمانية»: «نحتاج إلى الطعام وأيضا للسوائل حتى نكون جاهزين مئة بالمئة». وباستطلاع رأي طلعت كامران، مدير مسجد يافوز السلطان سليم، والذي يعمل أيضا مع معهد تكامل وحوار الأديان بمدينة مانهايم الألمانية، أكد أن هؤلاء اللاعبين ليس لهم أي عذر في عدم الصيام. وقال كامران: «النص القرآني يمكن تفسيره بطرق شتى وهو ما يقوم به اللاعبون، فعلى سبيل المثال إذا كان هناك أحد الرياضيين يستعد لخوض مباراة مهمة فإنه يمكنه طلب العفو من الله وتعويض أيام الصيام في الوقت الذي تسمح له مهنته بذلك». وأعلن اللاعب السويدي ايمر كوغوفيتش في وقت سابق عما سيقوم به بمجرد انتهاء مشاركته في «يورو 2016»: «عندما أعود إلى السويد سأعوض أيام الصيام». يذكر أنه صدرت فتوى من مشيخة الأزهر بالقاهرة عام 2010 تجيز للرياضيين المحترفين تأجيل الصيام، وهي الفتوى التي تم التصديق عليها والعمل بها من المجلس المركزي للمسلمين بألمانيا ورابطة الدوري الألماني والاتحاد الألماني لكرة القدم.
القدس العربي