قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن خطة لانتقال سياسي في سوريا تشترط تنحي الرئيس بشار الأسد قد تساعد في استئناف محادثات السلام المتوقفة.
وأضاف جونسون إنه إذا كان لمحادثات السلام أن تعود إلى مسارها «فمن الواضح أن من الضروري أن يتمكن العالم وجميع المتحاورين في جنيف من رؤية أن هناك مستقبلا لسوريا يتجاوز نظام الأسد.»
وكان جونسون يتحدث في اجتماع في لندن عقب محادثات مع رياض حجاب المنسق العام لجماعة المعارضة السورية التي تدعمها السعودية والذي قدم خطة لتسوية سياسية جديدة في سوريا.
وقال جونسون «بعد الاستماع إلى الجميع هنا ليس لدي شك على الإطلاق انه بالحس السليم والمرونة والنشاط يمكن وضع هذه الرؤية وهذه الخطة التي طرحها الدكتور حجاب وزملاؤه موضع التنفيذ».
وقال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية رياض حجاب، أمس الأربعاء، إن الهيئة سترفض أي اتفاق تتوصل إليه روسيا والولايات المتحدة، بشأن مصير سوريا إذا كان مختلفاً عن رؤيتها.
وشرح حجاب الإطار التنفيذي للعملية السياسية في سوريا، الذي يتضمن ثلاث مراحل تمتد على مدى 18 شهراً، والتي تبدأ بستة شهور مفاوضات ومن ثم التنفيذ وتنتهي بالانتخابات، مؤكداً أن المرحلة الثانية لن تبدأ طالما كان الأسد موجودا.
وشدد حجاب على أنه «لا يمكن القبول ببشار الأسد لا ستة شهور ولا يوم واحد ولا دقيقة واحدة في المرحلة الانتقالية على الإطلاق حتى وإن أقر الروس والأمريكان هذا الموضوع. هذا موقف الشعب السوري والشعب السوري قدم تضحيات كبيرة جدا من أجل ذلك ولا يمكن أن يتنازل عن هذا الأمر على الإطلاق».
واوضح حجاب لاحقا انه يرفض حتى بقاء الاسد وأعوانه في سوريا، مشددا «يجب أن يغادروا سوريا، لن يسمح حتى لهم بالبقاء، لقد رأينا ما حدث في اليمن فقد بقي علي عبد الله صالح في اليمن لكن الأوضاع لم تهدأ». ولم يتحدث حجاب عن محاكمة الرئيس السوري او أعوانه رغم تكراره أنهم ارتكبوا جرائم بحق الشعب السوري.
وأضاف حجاب أن المرحلة الثانية تتضمن أيضا «وقفا شاملا ودائما لإطلاق النار وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي التي تستوجب رحيل بشار الأسد وزمرته (…) ويتم العمل على صياغة دستور جديد وإصدار القوانين لإجراء انتخابات إدارية وتشريعية ورئاسية». كما شددت الخطة على ضرورة أن «تتمتع هيئة الحكم الانتقالية بسلطات تنفيذية كاملة».
وحددت الخطة مهام الهيئة الانتقالية في إطار المرحلة الثانية، وهي «سلطات تنفيذية كاملة تتضمن: «إصدار إعلان دستوري موقت يتم تطبيقه على امتداد المرحلة الانتقالية، وتشكيل حكومة تصريف أعمال وإنشاء مجلس عسكري مشترك ومحكمة دستورية عليا وهيئة لإعادة الإعمار وهيئة للمصالحة الوطنية وعقد مؤتمر وطني جامع وإعادة هيكلة القطاع الأمني».
وأوضح حجاب لاحقا أنه لا يريد إعادة تجربة العراق في حل الجيش وأجهزة الأمن، لكنه أشار إلى أن «هذه الأجهزة الأمنية قمعت السوريين وأنه يجب إعادة هيكلتها لتخدم المواطنين وليس لتعذبهم وتقتلهم».
ووصف حجاب المرحلة الثالثة للخطة بأنها «تمثل انتقالا نهائيا عبر إجراء انتخابات محلية وتشريعية ورئاسية تحت إشراف الأمم المتحدة».
وأوضح أن خطة الهيئة تطالب بإبطال قرارات التهجير القسري والتجنيس غير الشرعي، إضافة إلى إلغاء كافة القرارات المتخذة من قبل نظام الأسد من آذار/مارس 2011. كما تنص خطة المرحلة الانتقالية على وجوب إعادة المهجرين والنازحين وإطلاق سراح المعتقلين، مشدداً على أن «خطتنا تتضمن إلزام الميليشيات الأجنيبة الطائفية بالانسحاب من سوريا».
من جانبه قال رئيس الائتلاف السوري المعارض أنس العبدة لـ«القدس العربي» إن هذه الرؤية تمثل كل أطياف المعارضة، وأستطيع القول إن كل أصدقاء سوريا يؤيدون هذه الرؤية والكرة الآن في ملعب النظام».
وحول ما ورد بوجود نسبة 30٪ للنساء محددة حسب الرؤية التي قدمتها اللجنة العليا للمفاوضات قال العبدة «هذه الكوتا تطور إيجابي، ونحن لا نريد أن تكون هناك كوتات عرقية أو نظام محاصصة، لكن كوتا النساء ضرورية وهي موجودة في أغلب الدول المتقدمة».
من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إدوين سموأل إن رؤية الهيئة العليا للمفاوضات لقوى المعارضة السورية تتضمن أفكارا جديدة تساعد في إنجاح أي مفاوضات مقبلة مع النظام.
وأضاف في تصريحات نشرها مركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانية ومقره دبي، إن رؤية المعارضة تتضمن عناصر جديدة منها الالتزام بـ«الحقوق المتساوية» و«حماية مصالح كل السوريين بما يشمل الأقليات والمرأة» و«حماية مؤسسات الدولة والتركيز على محاربة التطرف والإرهاب».
ووصف سموأل رؤية المعارضة بـ«المعتدلة والشاملة من أجل المرحلة الانتقالية التي تعتبر أمرا رئيسيا لحل الصراع».
وأشار إلى أن رؤية المعارضة السورية الجديدة تؤكد رغبة وإرادة المعارضة لتكون مرنة في إيجاد حلول خلال المفاوضات، معتبرا أن الرئيس السوري بشار الأسد غير قادر على توحيد السوريين ولن يكون جزءا من مستقبل سوريا، و«لكن في النهاية هذا أمر يقرره السوريون على طاولة المفاوضات».
القدس العربي