تعتزم الحكومة العراقية إيقاف الرحلات الجوية المدنية في مطارات إقليم كردستان لفسح المجال أمام الطيران الروسي لتنفيذ حملة مكثفة ضد مواقع المعارضة السورية مرورا بالأجواء العراقية، بينما رحبت إيران بمقترح إلغاء تأشيرة السفر بينها وبين العراق.
وذكرت مصادر مطلعة في اربيل مركز إقليم كردستان أن مطاري اربيل والسليمانية أبلغا بوجود غارات للطيران الروسي وحملة صواريخ بعيدة المدى تمر في سماء شمال العراق، مما يتطلب إيقاف الرحلات الجوية المدنية التي تستخدم المطارين المذكورين ، وذلك لتلافي وقوع أي حوادث متوقعة أثناء تنفيذ الهجوم.
وكان رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي أعلن الأسبوع الماضي أنه وافق على قيام روسيا باستخدام الأجواء العراقية لقصف تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا، فيما تقوم روسيا بإطلاق صواريخ بالستيّة على مواقع المعارضة في سوريا من منطقة بحر قزوين وتمر عبر الأجواء الإيرانية والعراقية.
وكشفت روسيا الأسبوع الماضي عن خطة جديدة لمهاجمة المعارضة السورية من الشرق، إذ أعلنت عن قيام طائراتها بالانطلاق من قاعدة همدان الإيرانية لأول مرة لقصف مواقع المعارضة في سوريا .
وكانت وكالة (ايتار تاس) الروسية ذكرت أن «روسيا تخطط لشن عملية عسكرية داخل سوريا أطلقت عليها اسم (الدمار الشامل) باستخدام 69 طائرة نوع سوخوي و160 قاصفة نوع (توبلوف) فضلا عن غواصات وسفن حربية موجودة في البحر المتوسط».
وأضافت أنه «في مؤشر على تحركها للتهيئة للعمليات العسكرية المقبلة طلبت روسيا من المسؤولين في العراق ان يُوقفوا تسيير الرحلات الجوية المدنية في مطاري أربيل والسليمانية عند تنفيذ المهمة لتلافي وقوع أي حوادث أثناء تنفيذ الهجوم».
وكانت السلطات العراقية أوقفت الرحلات الجوية المدنية في مطاري اربيل والسليمانية في تشرين الثاني/اكتوبر 2015 بسبب قيام القوات الروسية بإطلاق 26 صاروخا بعيد المدى من البحر نحو مواقع المعارضة السورية مرورا بأجواء شمال العراق .
وتأتي العمليات العسكرية المشتركة للحلف الرباعي (الإيراني الروسي العراقي السوري) ضمن حملة مواجهة المعارضة المسلحة السورية بحجة مكافحة الإرهاب وتنظيم «الدولة».
إلى ذلك أعلن رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، أثناء استقبال رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أمس الأول، عن استعداد بلاده لإلغاء تأشيرات الدخول مع العراق.
وكشف لاريجاني، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي، في طهران، أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اقترح على إيران إلغاء تأشيرات الدخول مع العراق وذلك خلال زيارته لإيران في يونيو/ حزيران العام الماضي، مشيرا إلى ترحيب بلاده بالمقترح.
وأشار لاريجاني إلى أن إلغاء تأشيرات الدخول سيكون أمرا مهما بالنسبة لإيران لأن الملايين من مواطنيها يقصدون العراق لزيارة المراقد الشيعية المقدسة في النجف وكربلاء وبغداد وسامراء.
ويأتي تصريح لاريجاني متناقضا مع تأكيد وزارة الخارجية العراقية قبل أيام على الالتزام بمبلغ رسوم التأشيرة للزوار الأجانب الراغبين بزيارة العتبات المقدسة في العراق.
في هذه الأثناء حذرت مصادر عراقية من نتائج محاولات إيران لإلغاء تأشيرات الدخول على العراق التي ستؤدي إلى خسارته ملايين الدولارات كرسوم عن دخول ملايين الإيرانيين لزيارة البلاد في المناسبات الدينية الكثيرة.
وقال مصدر في وزارة المالية العراقية لـ«القدس العربي» إن الرسوم المالية الناجمة عن منح تأشيرات الدخول للزائرين الأجانب إلى العراق والبالغة 40 دولارا تعد أحد أبرز المصادر المالية المهمة البديلة عن انخفاض أسعار النفط.
القدس العربي