استنكر نشطاء وإعلاميون وعسكريون معارضون للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي، ما وصفوه بـ»نكران الجميل» من قبل الأرمن في حلب، وذلك في أعقاب احتفالاتهم بحصار النظام للأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب.
وعبر النشطاء عن صدمتهم من مشاهد الاحتفالات بحصار الأحياء الشرقية في حي السليمانية، الحي الخاضع لسيطرة النظام والذي تقطنه غالبية أرمنية مسيحية، وهي مشاهد نقلتها الشاشات الموالية للنظام، مذكرين الأرمن بأن من تعرض للحصار اليوم في الشطر الشرقي للمدينة، هم نفسهم من استقبلهم قبل نحو 100 عام من الآن، عندما قدموا إلى المدينة لاجئين، بعد أن قالوا إنهم قد تعرضوا لمذابح من قبل الدولة العثمانية.
الإعلامي السوري موسى العمر قال عبر حسابه الشخصي «تويتر»، «الأرمن في حلب يحتفلون بحصار من أطعموهم من جوع وأمنوهم من خوف، وأكرموهم عندما جاءوا إليهم لاجئين يمشون حفاة على الطين». بدوره عبر حمزة الشام عن أسفه من تصرفات الأرمن في حلب، وغرد بالقول «هؤلاء من فتحنا بيوتنا لهم قبل 100 عام، هم نفسهم يحتفلون بحصارنا».
ونقل الإعلامي السوري في شبكة «الجزيرة» حارث عبد الحق على صفحته الشخصية «فيسبوك»، مقترحاً من مواطن سوري (لم يسمه)، يقضي بسحب الجنسية من الأرمن المقيمين في سوريا، وإرجاعهم من حيث جاءوا، بعد هزيمة النظام.
وتعقيباً على مشاهد رقص النساء في حي السليمانية التي بدت في الشريط المصور، اعتبر عزيز راشد، أن الأرمن يهزون أوساطهم في حلب فرحاً بتساقط القنابل على قلوب السوريين المعذبين، مضيفاً على حسابه في «تويتر»، «شعوب أساس تراثها عويل، مليئة بالحقد والانحطاط».
وتوجه الناشط الإعلامي ماجد عبد النور إلى الأرمن في حلب بالقول «نحن خرجنا ضد بشار الأسد ونظامه وليس ضدكم، أين كنتم تخبئون كل هذا الحقد».
الناشطة السورية هديل الهمام ربطت بين صور الرقص في الساحل السوري التي نشرتها صحيفة «دايلي ميل « قبل أيام، وبين الصور الواردة من حي السليمانية بالقول «ينسون أن الأيام دول، راقصو حصار حلب الأرمن في حلب، والعلويون في شواطئ طرطوس، وكلاهما جلّب وليسوا أهل سوريا». لكن وفي المقابل حذر نشطاء من «الذهاب إلى الفتنة، إلى حيث يريد النظام»، وقال النشطاء إن إعلام النظام عكف منذ بداية الثورة، على إثارة الفتن بين مكونات الشعب السوري الواحد، معتبرين أن هدف وسائل إعلام النظام الأول من وراء نقل هذه المشاهد، هو «حصد أكبر قدر ممكن من ردات الفعل الغاضبة في الأوساط المعارضة»، بغية مواصلته تقديم نفسه على أنه «حامي الأقليات».
غضب المعارضة يتعدى الأرمن
وبالتوازي مع ما سبق نشرت صفحات موالية ومحسوبة على إعلام النظام صوراً من الأحياء الغربية في مدينة حلب، تظهر جانباً من الاحتفالات الشعبية بالسيارات التي تجوب شوارع تلك الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام فرحاً بحصار الأحياء الشرقية من المدينة.
وإزاء تلك الصور عبر نشطاء عن استيائهم من تصرفات بعض الأهالي في مناطق النظام، فيما قال آخرون «إن من خرج هم قلة، وهم لا يمثلون الشارع الحلبي».
مصطفى محمد – القدس العربي