«القدس العربي»: نزل الأتراك إلى الشوارع تلبية لنداء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبعض الساسة والمسؤولين الأتراك؛ لإفشال الانقلاب العسكري المفاجئ بعد منتصف ليل السبت، كان السوريون في تركيا ينتظرون بفارغ الصبر فشل الانقلاب وعودة الحياة كما كانت عليه.
مصعب محمد سوري من مدينة حمص ويعمل مدرساً في إقليم «هاتاي» في تركيا يقول: «كانت ليلة من أصعب الليالي بالنسبة لي وللعديد من إخوتي وأصدقائي السوريين حيث وقع خبر الانقلاب كالصاعقة عليّ وعلى عائلتي»، وأضاف «لكن الله ألهمني مباشرة إلى القيام بأداء صلاة الحاجة والدعاء من كلّ أعماقي بأنّ يفشل هذا الانقلاب وأنّ يحفظ الله تركيا وأهلها وأنّ لا يزيد الله من مأساتنا ـ نحن السوريين ـ ونهيم وعائلاتنا في بلاد الله في رحلة جديدة».
ويقطن تركيا حالياً قرابة مليونين و700 ألف سوري وفق إحصاءات رسمية تركية فروا من الحرب في بلادهم منذ نحو ست سنوات.
وبدوره يذكر الدكتور محمد سعيد الآركي من محافظة حماة ويقيم في مدينة الريحانية في تركيا أّنه لم ينم طيلة الليل، أثناء محاولة الانقلاب، وهو يتابع الأخبار لحظة بلحظة مع أصدقائه السوريين في معظم أنحاء تركيا عبر وسائل التواصل الاجتماعي «الواتس آب»، و«التلغرام»، و«فيسبوك» والتي يشترك فيها مع آلاف السوريين المقيمين في تركيا وفي الداخل السوري أيضاً.
ولفت إلى أنّه تفاجأّ بأنّ جميع السوريين الذين يتواصل معهم كانوا يدعون بفشل الانقلاب وبانتصار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته المنتخبه، راجياً أنّ يتوحد السوريون على قلب رجل واحد في ثورتهم ضد الأسد كما توحدوا في موقفهم من الانقلاب العسكري في تركيا.
وتفاعل السوريون في تركيا ومن مختلف مناطق سوريا المحررة مع الأحداث التركية رفضاً للانقلاب، وقد امتلأت صفحات الناشطين منهم والصحافيين والسياسيين بشعارات و«هاشتاغات» ضد الانقلاب أبرزها شعار و«هاشتاغ» (من اختارته الجوامع… لن تسقطه المدافع) وذلك تفاعلاً مع صدى التكبيرات التي عمّت معظم أرجاء تركيا طيلة ليلة الانقلاب وحتى أذان الفجر.
وفي الطرف المقابل ما أن سمع نظام الأسد وحلفاؤه وموالوه بخبر الانقلاب العسكري في تركيا، حتى أشعلوا سماء المدن التي يسيطرون عليها في سورية كدمشق، وحمص، وحماة بأضواء الألعاب النارية والرصاص الخطاط والقنابل الصوتية ابتهاجاً بما سموه سقوط «الدكتاتور أردوغان»، وواكبت بدورها وسائل إعلام النظام بسرعة فائقة الحدث المفاجئ والمفرح لها، حيث استدعت على عجل نخبة من المحللين السياسيين لديها كرياض صقر وغيره، الذين أكدوا أنّ هذا السقوط هو النهاية الحتمية لكل «دكتاتور وطاغية»، بحسب وصفهم.
ولم يقتصر الأمر على ذلك حتى أنّ «قناة سما الإخبارية» نشرت خبراً عاجلاً في شريطها الإخباري بعد دقائق من إعلان الانقلاب تصف فيه رئيس الحكومة التركية «بن علي يلدريم» برئيس الحكومة السابق، إلا أنّ فرحة النظام لم تستمر طويلاً حتى بدأت الأنباء تأتي من أنقرة واسطنبول وبالصوت والصورة معلنة فشل الانقلاب، الخبر الذي كان كالصدمة على مؤيدي النظام، وإعلامه الموالي، فالمذيع في قناة سما قال بعدما تأكد خبر فشل الانقلاب انه «ما كان يجب أنّ يتمّ الاحتفال بهذه الطريقة وكان يجب الانتظار، وأن إطلاق النار مظهر غير حضاري وأنه من الأوجب والأحوط الحفاظ على الذخيرة لمحاربة الإرهابين»، على حد قوله.
القدس العربي – يحي الحاج نعسان