في 16 حزيران/يونيو 2013 كتب دونالد ترامب عندما كان مجرد رجل عقارات وملياردير مدمن على استخدام التويتر تغريدة دعا فيها إدارة الرئيس باراك أوباما إلى الإبتعاد عن سوريا «علينا الإبتعاد عن سوريا والمعارضة هي «سيئة» مثل النظام الحالي. وماذا سنحصل مقابل ملياراتنا؟ صفر».
وبعد الضربة المحدودة التي وجهها إلى قاعدة جوية انتقاماً للأطفال السوريين الذين ماتوا جراء الهجوم الكيميائي على خان شيخون في محافظة إدلب يوم الثلاثاء تداول مستخدمو وسائل التواصل الإجتماعي عدداً من التغريدات التي كتبها ترامب في الفترة ما بين 2013 ـ 2014 وانتقد فيها الإدارة السابقة وخططها لضرب النظام السوري لبشار الأسد.
وستلاحق هذه التغريدات الرئيس الذي تحول وبمدار أسبوع من رئيس قدم روايته «الحمائمية» إلى رئيس حرب. فمنذ وصوله إلى البيت الأبيض أصدر أوامر بضرب تنظيم «الدولة» في الرقة والقاعدة في حلب.
وزاد بهدوء عدد القوات الأمريكية في العراق وسوريا وصادق على عملية للقوات الخاصة في اليمن قتل فيها أحد جنود وحدة العمليات الخاصة «الفقمة». وأمر بزيادة الغارات الجوية على اليمن بدرجة فاق كل ما شن على اليمن خلال العام الماضي.
وفي السياق نفسه قام باعتبار مناطق في الصومال محاور حرب بحيث يعطي القوات الأمريكية الحرية في اتخاذ قرارت دونما انتظار موافقة البيت الأبيض. وها هو يضيف الأسد لقائمة أهدافه بعد أسبوع من التصريحات من البيت الأبيض والخارجية ومندوبة واشنطن في الأمم المتحدة نيكي هايلي التي اتفقت على ترك الأسد ومصيره جانباً والتركيز على محاربة تنظيم «الدولة».
مثير للدوار
وعلق محرر مجلة «بوليتكو» بليك هاونزهيل على التحول إلى التشدد مع الأسد بأنه مدعاة «للدوار» من رجل طالما اشتكى من التريليونات التي ضيعتها أمريكا في الشرق الأوسط ودعا سلفه إلى تجنب حرب «حمقاء» في سوريا. لكن ترامب قال مرة إنه لو أراد خوض حرب في سوريا فستكون مفاجئة ولن يعلن عنها في شاشات الإعلام مثل «المغفلين» فقد كتب في 29 آب/أغسطس 2013 تغريدة جاء فيها «لا أيها الأحمق لن أذهب إلى سوريا وستكون مفاجأة ولن تظهر على شاشات الإعلام مثل الحمقى».
ومهما يكن فسرعة الرد على هجمات إدلب جاء بعد سلسلة من التصريحات المتناقضة حيث بدأت وسائل الإعلام الأمريكية تتحدث عن تفكير الإدارة في رد عسكري على الهجوم الكيميائي وذلك بعد تصريحات ترامب في «روز غاردن» بالبيت الأبيض التي قال فيها إن «موقفه» من الأسد قد تغير. ففي أثناء ركوب الطائرة الرئاسية سأله الفريق الصحافي المرافق له إن كان سيضرب الأسد أم لا فرد «إنه هناك يدير الأمور وأعتقد أن أمراً سيحدث».
كل هذا في الوقت الذي ألمح فيه وزير الخارجية ريكس تيلرسون إلى أن التعامل مع سوريا سيكون تدريجياً بالتركيز أولا على تنظيم «الدولة» ومن ثم تحقيق الإستقرار والبحث عن طريق لخروج الأسد.
ومن هنا فالضربة الأمريكية تعتبر «مقامرة غير عادية» ولا يعرف أحد طبيعة التداعيات التي ستتركها. فالنزاع السوري يتكون من عشرات الجماعات التي تقاتل النظام والميليشيات الموالية للأسد مثل حزب الله والجماعات الشيعية الأخرى بالإضافة إلى إيران وروسيا. وفي الوقت نفسه تقوم الولايات المتحدة بدعم الجماعات الكردية التي تعتبرها تركيا خطراً إرهابياً عليها.
وفي هذه الدوامة من الصعب التكهن بالكيفية التي سيتعامل بها ترامب مع تعقيدات الوضع السوري والذي يبدو أنه تصرف ليلة الخميس بناء على الغريزة. وسيكتشف ترامب بعد شعوره بالرضا عن نفسه ومعاقبته الأسد أن هناك مخاطر من هذا المدخل.
مقامرة
فكما يقول ديفيد سانجر في صحيفة «نيويورك تايمز» ففي الأسبوع المقبل سيكتشف ترامب أن مقامرته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد فشلت. فالرئيس الروسي وإن فضل ترامب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون إلا أنه ليس مستعداً للدخول في اتفاق مع إدارة ترامب يؤثر على تأثيره في سوريا التي تعتبر جوهر نفوذه في منطقة الشرق الأوسط والتي تستضيف القواعد العسكرية البحرية والجوية الروسية.
أما الخطر الثاني فنابع من حرف اهتمام ترامب عن هدفه الرئيسي وهو ضرب تنظيم «الدولة». فلو انهار النظام السوري فسيفتح الباب أمام الإرهابيين الإسلاميين للإستفادة من وضع يحاول ترامب منعه. ولا يعرف فيما إن كانت الجماعات الجهادية التي تواجه هزائم على أكثر من جبهة في وضع لاستغلال سوريا المتشرذمة بسبب انهيار النظام.
إلا أن الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس أشار لدروس العقد الماضي حيث حذر من نشوء فراغ تقوم الجماعات الإسلامية المتعددة باستغلاله. أما الخطر الثالث فنابع من غياب الخطة لدى ترامب من أجل فرض السلام على سوريا، فمحادثات السلام التي قادها وزير الخارجية السابق جون كيري لمدة 18 شهراً انهارت.
ولم يكشف وزير الخارجية الحالي تيلرسون عن أية توجه لبداية جوية جديدة من المحادثات. في وقت اقترح فيه ترامب تخفيضاً في ميزانية الخارجية التي ستقلل من قدرة الوزارة على تقديم الخدمات والمساعدات للاجئين السوريين والمنظمات العاملة في خدمتهم.
وترى الصحيفة أن ترامب لم يمض في البيت الأبيض سوى 77 يوماً ودخل في مواجهة عسكرية في الشرق الأوسط وهو أمر لم يكن يتطلع إليه. ففي حملته الإنتخابية سخر من فكرة التدخل العسكري لأغراض إنسانية.
وفي مقابلته مع الصحيفة العام الماضي لم يكن قادراً على تعريف الظروف التي قد تدفعه لاستخدام القوة الأمريكية للدفاع عن السكان ضد ديكتاتوريين قساة. فهذا النوع من التدخلات لا يتناسب مع فلسفته الداعية للإهتمام بأمريكا أولا. ولكنه كرئيس لا يستطيع اختيار الأحداث التي دفعته لاستخدام القوة. والسؤال فيما إن كان فريقه المنقسم حول كيفية استخدام القوة الأمريكية تحويل التدخل في سوريا إلى شيء أكبر من كونه ضربة رمزية.
فالضربة العسكرية على قاعدة الشعيرات قرب حمص ستعيد بالتأكيد تشكيل العلاقات الروسية – الأمريكية. ففي الأسبوع المقبل سيقابل تيلرسون الرئيس بوتين في أول لقاء لن يؤدي بالقطع لتغيير فكرة التشتت داخل إدارة ترامب. وكان من المتوقع أن يتسيد المحادثات موضوع الحرب الألكترونية الروسية والإتهامات بالتدخل في الانتخابات الرئاسية نيابة عن ترامب.
إلا أن الفعل في سوريا سيعطي ترامب الفرصة للطلب من بوتين الضغط على حليفه السوري أو ازاحته وإلا وسعت الولايات المتحدة العمل العسكري المحدود وبسرعة. وكما قال أنتوني بلينكين، نائب وزيرالخارجية في عهد أوباما فقد منح الهجوم الكيميائي إدارة ترامب فرصة للتحرك. وقال إن الهجوم الكيميائي هو «ابعد من سوريا» فقد «تصرف الأسد ضد التقاليد العامة والتي شاهدناها منذ الحرب العالمية الأولى».
وكان عدد من مستشاري أوباما ومنهم بلينكين قد دعموا تحركاً عسكرياً في صيف عام 2013 قبل أن يقرر أوباما التخلي عن الضربة العسكرية والقبول بالوساطة الروسية والتي ضمنت تخلي النظام عن الترسانة الكيميائية.
محق
وفي مقالته بـ «نيويورك تايمز» ناقش بلينكين أن ترامب كان محقاً بتوجيه الضربة العسكرية. فترامب «ربما لم يكن راغباً بأن يصبح رئيساً للعالم ولكن عندما قام الديكتاتور بخرق السلوك الدولي وبشكل صارخ، وفي هذه الحالة الحظر المفروض على استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في النزاعات المسلحة والذي فرض فيما بعد الحرب العالمية الأولى فإن العالم يتطلع لأمريكا كي تتحرك وقد فعل ترامب ويجب الثناء عليه».
ولكن الامتحان الأكبر لترامب هو ماذا بعد؟ ويناقش الكاتب أن الإدارة أصبحت لديها ورقة ضغط يجب ممارستها على النظام وروسيا من اجل منع استخدام السلاح الكيميائي وفرض وقف إطلاق للنار فعال بل والتحرك نحو المفاوضات للمرحلة الانتقالية وهي الأهداف التي لم تستطع إدارة أوباما تحقيقها.
كما يجب على الإدارة منع تداعيات غير مرغوبة من التدخل العسكري من خلال الدبلوماسية الذكية التي لم تظهر الإدارة إلى الان أي اهتمام بها. وتبدأ هذه الدبلوماسية مع روسيا التي أعلمتها واشنطن بالضربة حتى لا ترد بعنف ولئلا تترك جنودها في مواقع الضرر حالة القصف. ويجب على الإدارة تحميل موسكو مسؤولية أفعال الأسد والقيام بغارات أخرى إن اقتضى الأمر.
ويجب أن تشرط الولايات المتحدة التعاون مع روسيا في مجال مكافحة الإرهاب من خلال قدرة موسكو على كبح تصرفات الأسد. ويجب أن تلعب الإدارة على فكرة أن بوتين غاضب من الأسد خاصة أن استخدام الأخير للسلاح الكيميائي جاء بعد دخول روسيا كضامن له، وبالتالي يمثل إحراجاً لها.
ويعلق بلينكين أن الروس يواجهون مخاطر ردود أفعال سلبية حالة استمروا في تواطئهم ودعمهم لنظام الأسد في جرائمه. وستجد تركيا والسعودية حلفاء السنة السوريين نفسيهما أمام خيار مضاعفة الدعم العسكري للجماعات المعارضة بشكل يعقد من مهمة روسيا. كما ستواجه موسكو تحدياً آخر من مسلمي القوقاز وروسيا والشيشان الذين سيواجهون الدولة كما في حادث تفجير مترو سانت بطبرسبرغ هذا الأسبوع. كما يجب على ترامب أن يكون حذرًا من النتائج السلبية التي سيتركها التدخل في سوريا على حملته ضد الجهاديين. وعليه ان يتجنب الوقوع في المستنقع السوري والمهمة الزاحفة حالة استمر الأسد في سلوكه وواصلت أمريكا استهدافه.
ومن هنا سيتم تكرار الدرس الليبي الذي بدأ لحماية المدنيين من العقيد معمر القذافي وانتهى بحرب أهلية. ومقارنة مع ليبيا فالوضع السوري سيكون أعقد.
كيف سيرد النظام؟
ويرى فيل غوردون، المسؤول البارز في إدارة أوباما سابقا إن الأسئلة لم تتغير. فمنذ عام 2013 والإدارة الأمريكية تحضر للخيارات العسكرية ضد سوريا.
وقال «هل توجد مجموعة من الغارات العسكرية التي يمكن استخدامها لإضعاف قدرة السوريين على استخدام السلاح الكيميائي وإن كان هذا هو الوضع فكيف سترد؟».
ويرى أن الفرق بين عام 2013 عندما هدد أوباما بمعاقبة الأسد واليوم هي أن المخاطر التي تهدد بتوسيع النزاع هي أكبر. فقد كانت خطط الحرب الأمريكية الأولى تركز عام على ضرب المنشآت الكيميائية لسوريا.
وكان الهجوم عليها يحمل مخاطر من انبعاث الغاز وتأثيرها على المدنيين. وبدلاً من ذلك حدد المخططون الأمريكيون سلسلة من الوحدات العسكرية والمنشآت التي يحتاجها النظام لشن الهجمات الكيميائي. وحسب مسؤول أمريكي سابق فقد كان الهدف هو «ضرب عدد من وحدات السلاح الكيميائي».
وفي الوقت الحالي يواجه ترامب وفريقه الجنود الروس في ساحة المعركة وطائرات روسية قادرة على إسقاط المقاتلات الأمريكية. وتعمل القوات الروسية اليوم إلى جانب القوات السورية. ولهذا فأي غارة قد تؤدي إلى قتلى روس. ويرى الجنرال المتقاعد جون ألين الذي نسق عمليات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة» أن الضربات الجوية على النظام السوري كانت فاعلة لو تمت في عام 2013.
ووصف قرار أوباما عدم المضي بتنفيذ قراره بالمدمر. وعلق قائلاً «أصبحت اليوم أصعب» و»على الولايات المتحدة أن تسأل نفسها هذا السؤال: ما هو حجم الغضب الذي سنظهره حول هذا الموضوع؟ هل نحن غاضبون من الناحية الأخلاقية بما فيه الكفاية ومستعدون لاتخاذ خطوات وإن أدت لإمكانية قتل جنود روس».
وتشير الصحيفة إلى أن الدفاعات الصاروخية الروسية والسورية هي من أكبر التحديات، فخلال السنوات الماضية لم تتعرض الطائرات الأمريكية لأي هجوم عندما كانت تقوم بضرب مواقع تنظيم «الدولة».
ويقول أندرو إكسوم أن «الروس والسوريين قد يلعبون دوراً تخريبياً» بعد الضربة الأخيرة وربما بدأوا باستهداف طيران التحالف الدولي. وخطوة كهذه ستدفع بعض دول التحالف إلى الخروج منه كما يقول إكسوم. وفي أي مناسبة تم فيها إسقاط طائرة أمريكية فستنجر الولايات المتحدة إلى الحرب الأهلية الفوضوية. وبهذا ستعرض حياة الجنود الأمريكيين للخطر وتصبح هزيمة تنظيم «الدولة» أصعب. ويعتقد أندرو تابلر، من معهد واشنطن أن الرسالة المقصودة من الغارة سياسية وهي «أن المدخل المستخدم مختلف بالكامل عن الإدارة السابقة».
وسيخلق المدخل هذا حالة من عدم اليقين داخل النظام السوري «لأن أحداً لا يمكن التكهن بخطواتك سيحقق أكثر مما كانت إدارة أوباما تريد تحقيقه وهو عمل لا شيء». وفي مقال كتبه بيل باول بمجلة «نيوزويك» حذر فيه من العامل الروسي في سوريا خاصة أن موسكو لم تعلن عن عدد قواتها المتواجدة على الساحة السورية.
ويقدر محللون عددهم بحوالي 10.000 جندي بالإضافة لوحدات من القوات الخاصة التي أرفق بعضها في وحدات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله. كما أرفقوا مع الجيش التابع للنظام الذي أنهك بعد سنوات من الحرب.
ولهذا ترى جينفر كافاريلا من معهد دراسة الحرب في واشنطن «في الوقت الحالي لا يوجد فرق له معناه بين الجيش السوري، حزب الله والقوات الإيرانية، فهي تعمل كوحدة واحدة». ولهذا فعملية الخميس تحمل مخاطر كبيرة مثلما تحمل أي تحركات أخرى.
وفي الوقت الذي تفكر فيه البنتاغون في إنشاء مناطق حظر جوي لمنع الطيران السوري من ضرب مواقع المعارضة إلا أن الروس لديهم دفاعات جوية ومقاتلات في سوريا.
ورغم اتفاق الولايات المتحدة وروسيا على تجنب الصدام في الجو إلا أن هذا لا يعني وقوع أخطاء. فقبل ستة أشهر ضرب الطيران الأمريكي مواقع للجيش السوري ظن أنها تابعة لتنظيم «الدولة». ويقترح الكاتب خياراً لإقامة مناطق آمنة في جنوب سوريا قرب الحدود مع العراق بعيدًا عن المناطق التي يتحرك فيه الطيران الروسي والقوات الإيرانية.
وفي النهاية يتصرف الرئيس الآن كما كتب تيد ليو، المحارب السابق في سلاح الجو الأمريكي والناقد الشديد للرئيس إن «أفعاله في سوريا والعراق واليمن تظهر أنه يتصرف كمشعل حروب». وهناك من يختلف مع رؤية ليو حيث يشيرون إلى دعم النواب الجمهوريين وسياسيين من خارج المنظومة الجمهورية للغارة الأمريكية على سوريا.
وفي تحليل لريتشارد هاس، مدير مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية أن هجوم خان شيخون قدم فرصة نادرة لمعاقبة الأسد إلا ان الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها تجد نفسها في مواجهة الوضع نفسه. وفي مقالته التي نشرتها صحيفة «فايننشال تايمز» تساءل عن السبب الذي دفع الأسد لاستخدام السلاح الكيميائي مع أن وضعه في الداخل بدا قويًا وتخلت أمريكا عن المطالبة برحيله.
ويفسر الكاتب أن الأسد ربما لم يكن واثقاً من وضعه أو انه حاول تثبيط عزيمة أي طرف يرغب بمعارضة سيطرته على المناطق المحررة من تنظيم «الدولة».
ويعتقد أنه كان من الضروري عدم ترك الأسد بدون عقاب، ليس من اجل تقوية القوانين والمواثيق التي تمنع استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية ولكن لأنها ستؤثر على السياسات التي تؤثر على المواقف من طهران وبيونيانغ. وفي النهاية تظل غارة ترامب في نظر البعض فيلماً سيئاً. وكتب مصطفى بيومي، استاذ اللغة الإنكليزية بجامعة نيويورك إن ترامب «ممثل سيئ، وكان ممثلاً سيئاً في برنامجه التلفزيوني القديم ولا يزال ممثلاً سيئا اليوم. وهو ممثل سيئ من ناحية أفعاله وطريقة تنفيذها وأخلاقيتها المثيرة للتساؤل».
وتساءل في الوقت نفسه عما يمكن أن تحققه زخات من الصواريخ. ولأن الهجوم استهدف قاعدة جوية واحدة وليس الدفاع الجوي السوري فلن يحقق الكثير كما ولم يستهدف أياً من الطائرات الروسية التي تقوم بالقصف في سوريا. ويعلق الكاتب ساخراً من فكرة «الرسالة» التي رغب ترامب بإرسالها للأسد، فهل سيتوقف هذا عن أفعاله لمجرد تلقيه «الرسالة»؟
ويقول بيومي إن هجوم الخميس غير الفعال سيجعل المشرعين الأمريكيين راضين عن أنفسهم وفي جانبه الأسوأ سيعمق الحرب التي ليس لدى الولايات المتحدة فكرة حول كيفية وقفها.
القدس العربي