وقال المسؤولون الأمريكيون مرارا بأنه لا يمكن التاكد تماما من عدم وجود اشخاص على الأرض اثناء الغارات ولكن سياسة الولايات المتحدة وقوات التحالف هي الامتناع عن توجيه ضربات جوية ضد داعش، إذا كان هناك خطر على المدنيين حتى لو كان هناك شخص واحد فقط.
واكد مسؤول في سلاح الجو الأمريكي :» هناك هدف واضح بعدم سقوط ضحايا من المدنيين ولذا نحن نواصل رصد الاهداف او الاهداف المحتملة لمعرفة ما إذا كان هناك طريقة للتخفيف من ذلك «.
وتعنى هذه الاستراتيجية في الممارسة العملية ان التطورات المفاجئة على الارض تسمح في كثير من الاحيان للطيارين بالغاء الضربات الجوية، وعلى سبيل المثال، إذا لوحظ تحرك سيارة باتجاه نقطة تفتيش للعدو فانه يتم تاجيل الضربة حتى يتم تحديد ما إذا كان هناك أى احد من المدنيين، وهذا يعنى بالتالي اضافة صعوبات امام حملة القصف الجوي الأمريكي على حد اقوال الكونغرس خاصة بسبب عدم وجود افراد للمراقبة على الارض.
من جهة اخرى، يتندر الوسط السياسي الأمريكي هذه الأيام بقيام مسؤول كبير سابق من عهد الرئيس الأمريكي السابق بتدريس دورة حول صنع القرار في حرب الخليج، ولا احد يعلم على وجه التحديد كيف سيحتال المسؤول على تلاميذه لتوضيح اسوء الاخطاء الاسترتيجية الأمريكية على مر التاريخ باعتراف صناع السياسة في واشنطن من الديمقراطيين والجمهوريين.
وسيقوم بالتدريس بول وولفويتنز الذي شغل منصب نائب وزير الدفاع بين عامي 2001 و2005 بمساعدة من سكوتر ليبي الذي شغل منصب مستشار الامن القومي لنائب الرئيس ديك تشينى في ذلك القوت، وتحمل الدورة اسما يتناقض مع جميع الاستنتاجات التى خرجت حول خطأ قرار الحرب ضد نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين وهو: « الحرب في العراق: دراسة في صنع القرار».
وجاء في توصيف الدورة ان النظرة للتاريخ تاخذ نظرة مختلفة عندما يتم النظر للاحداث بعد سنوات من وقوعها مقارنة مع القرارات التى يتم صنعها وقت الحدث مع توضيح للأخطاء والفهم الناقص والنتائج غير المتوقعة.
وقد عادت حرب العراق لصدارة الاهتمام في الحملات الانتخابية لجميع المرشحين للانتخابات الرئاسية القادمة في عام 2016 حيث تم استجواب معظم المرشحين عما إذا كانوا يؤيدون حرب عام 2003 وما ينبغى القيام به في الصراع الحالي، وبقيت هذه المسألة حساسة جدا للمرشح جيب بوش بالذات الذي شن شقيقه جورج بوش الحرب ضد العراق بحجة خاطئة هي امتلاك العراق للاسلحة دمار شامل.
واطاحت الحرب كما هو معروف بنظام صدام حسين ولكن البلاد غرقت في حرب طائفية وظهرت المليشيات الشيعية المتطرفة والجماعات السنية المتشددة العنيفة التى تستلهم نهج القاعدة مثل تنظيم «الدولة الإسلامية»، وهنالك اتفاق بين عدد كبير من المحللين ان خطأ حرب بوش ضد العراق قد مهد الطريق لهذه الفوضى الدموية الا ان «المدرس الجديد» للتاريخ، بول وولفويتنز، قال لتلاميذه في الدرس الاول بان الولايات المتحدة انتصرت بما لا يدعو للشك في حرب العراق.
رائد صالحة – «القدس العربي»: