باغت النظام السوري، فصائل المعارضة في درعا، جنوبي سوريا، بالتصعيد العسكري على جبهات مختلفة ونقاط إستراتيجية وحساسة في المحافظة، مغتنماً بذلك مفاوضات أستانة والهدنة بقيادة روسيا وتركيا التي بدأ سريانها 30 كانون الأول/ ديسمبر من العام المنصرم.
وأفاد الإعلامي حاتم الزعبي، من بلدة اليادودة، لـ«القدس العربي»، إن قوات النظام استغلت الهدنة التي تقررت أواخر العام الفائت، إذ صعدت من حملتها العسكرية على البلدة بالقصف العنيف ومحاولات التقدم المستمرة إليها عسكريا.
وأضاف الزعبي، عضو «تجمع أحرار حوران»، إن فصائل «الجيش الحر» شكّلت رادعاً متيناً في وجه حملات النظام السوري، ومحاولات تقدمه من الجبهة الجنوبية لبلدة اليادودة، رغم القصف وعنفه، كما ردّت الفصائل بقصف تجمعات النظام المحيطة بالبلدة.
وقال إن بلدة اليادودة باتت هدفاً أساسياً لقوات النظام في الجنوب السوري، كونها تعتبر البوابة الغربية لمدينة درعا، وباتت على خط النار المباشر، بعد أن سيطر الأخير على بلدة عتمان بريف درعا الغربي، والمتاخمة لبلدة اليادودة من الجهة الشرقية
وأكد، إن أكثر من 100 عائلة نزحوا من بلدة اليادودة جرّاء حملة النظام السوري عليها، وقصدوا بلدتي المزيريب وتل شهاب بريف درعا الغربي، بينما لجأ بعضهم لمخيم معسكر زيزون بالريف ذاته.
وفي درعا البلد، يقول الإعلامي جورج سمارة، إن قوات النظام السوري لم تتوقف في الأصل عن استهداف أحياء درعا البلد المحررة مع سريان الهدنة التي تقررت من مفاوضات أستانة، كما أن النظام حاول من خلال أتباعه بالتحاور مع فصائل «الجيش الحر» لعقد مفاوضات في أحياء مدينة درعا، إلا أنهم رفضوا مطالبه قطعاً، لأنهم أدركوا غدره وإفشاءه لوعوده دوماً، من أحداث سابقة مماثلة.
ونفى بيان صادر عن غرفة عمليات «البنيان المرصوص»، التي تضم فصائل «الجيش الحر» العاملة بأحياء مدينة درعا، عبر صفحتها على موقع «فيسبوك»، الشائعات التي تفيد بعقد اجتماعات لتوقيعهم على مصالحات في درعا، كما رفض بشكل قطعي أي مبادرة للصلح والمهادنة مع نظام الأسد الذي وصفه البيان بقاتل الأطفال والنساء.
وركز النظام السوري خلال حملته على مدينة درعا، بقصف حي الأربعين والمعهد القريب من جمرك درعا القديم ومسجد بلال بن رباح على جبهة درعا البلد، بالإضافة لحي السد الذي تعرض لقصف جوي خلال سريان الهدنة المقررة عن طريق مفاوضات أستانة، وفق ما أورده سمارة لـ «القدس العربي».
ويرجح أبو محمود الحوراني، الناطق باسم «تجمع أحرار حوران»، إن النظام السوري قد يواصل تطبيق الحصار على مناطق اليادودة وأحياء درعا المدينة حتى يصل لمراده، بالسيطرة على جمرك درعا القديم، الذي سيسهم بإحياء روح النظام الاقتصادية والمعنوية بدرعا، وباسترداده لبلدة اليادودة سيفتح الباب أمامه التقدم في الريف الغربي.
ونوه إلى إن هذا الأمر سيستدعي من فصائل «الجيش الحر» في «الجبهة الجنوبية»، التأهب لردع أي تحرك للنظام السوري باتجاه المناطق المذكورة سابقاً، لتمتعها بموقع إستراتيجي فاصل في الجنوب السوري.
يشار إلى أن العميد وفيق الناصر رئيس فرع الأمن العسكري في الجنوب السوري، ظهر في شريط مصور بث على وسائل الإعلام الموالية للنظام، قال فيه إن المصالحات سارية على قدم وساق لاسترداد جميع المناطق التي بقبضة المعارضة في درعا، واحدة تلوى الأخرى، حتى إرجاع المحافظة «لحضن الوطن» حسب وصفه.
القدس العربي