في إطار سلسة التقارير حول المدن السورية التي أعاد النظام سيطرته عليها، بفضل حكومتي طهران وموسكو، والتي كانت قد تعرضت إلى الحصار والتهجير وقتل سكانها، وارتكاب المجازر من قبل النظام السوري، والميليشيات الطائفية التي ساندته، منذ الأشهر الأولى للثورة، نشرت الصحافة الإيرانية تقريرا مصورا لبلدة الذيابية التي تندرج ضمن ما يسمى «بحزام الفقر» جنوب العاصمة السورية دمشق، والقريبة من بلدة السيدة زينب «قبر الست» التي تتمتع بمكانة خاصة لدى الميليشيات الشيعية.
ووفقا لوكالات الإعلام الإيرانية، التي نشرت صورا لأهالي بلدة الذيابية، بعد السماح لهم بالعودة إلى بيوتهم المدمرة، فإن «اللاجئين السوريين عادوا إلى بيوتهم في الذيابية بعد تحريرها من قبل قوات الجيش السوري».
وفي هذا الصدد قال الناشط الإعلامي «ضياء محمد» في لقاء خاص لـ «القدس العربي»، إن بلدة الذيابية تقع ضمن سيطرة النظام السوري منذ بداية شهر تشرين الأول/اكتوبر لعام 2013، ومنذ ذلك الحين تطوقها الحواجز العسكرية والميليشيات الإيرانية وتمنع الأهالي من العودة إلى بيوتهم، بحجة أنها منطقة عسكرية.
واعتبر المتحدث أن عودة أهالي الذيابية طعنة كبيرة في ظهر إيران وميليشياتها التي كانت تطمح إلى توطين مرتزقتها في البلدة، لمجاورتها بلدة السيدة زينب، وأضاف: تعتبر الميليشيات الإيرانية نفسها صاحبة أكبر فاتورة دفعت في سبيل طرد أصحاب الأرض المناوئين لحكم الأسد، من بلدة الذيابية، ولها الحق في ضمها إلى منطقة «حرم المقام» الذي تمتد رقعته على كامل الريف الجنوبي لدمشق.
وأوضح أن عودة الأهالي بالرغم من تأييد معظمهم لنظام بشار الأسد، إلا أنه تحطيم للحلم الشيعي، الذي حاول مرتزقته على مدى ثلاث سنوات ونيف، عرقلة عودة النازحين إلى مناطقهم، وخاصة أن من عادوا هم من أبناء الطائفة السنية.
وكان أهالي الريف الجنوبي لمدينة دمشق قد انخرطوا في الحراك السلمي المناهض لنظام بشار الأسد منذ مطلع الثورة السورية في عام 2011، وتطور ذلك إلى حراك مسلح في النصف الثاني من عام 2012، مما جعلها أولى المناطق التي تعرضت لعمليات القصف والقتل والاجتياح، والتي خلفت عشرات القتلى جراء المجازر التي افتعلتها قوات النظام والميليشيات اللبنانية والعراقية والإيرانية، بحق الأهالي، وما أنتج ذلك بشكل طبيعي لنزوح المدنيين أو تهجيرهم.
وكان آخر المجازر التي تعرض لها الأهالي في جنوب دمشق، بتاريخ خمسة كانون الثاني /يناير عام 2014، حين فرّ آلاف السكان عبر نقطة شارع «علي الوحش» بين بلدة يلدا وحجيرة، فاستقبلتهم الميليشيات السورية والأجنبية، وقتلت مئات المدنيين، واعتلقت حوالي 1500 شخص، وضربت الباقي وأهانتهم، في حين هجّرت القوات المهاجمة أهالي بلدتي الذيابية والحسينية، وقتلت أكثر من 130 شخصا ما بين إعدام ميداني أو ذبح بالآلات الحادة، في مجزرة نفذتها ميليشيات تابعة لحزب الله اللبناني، ولواء أبو الفضل العباس.
وتعتبر منطقة السيدة زينب، الملاصقة لهذه البلدات، إضافة إلى المناطق التي تم تهجير أهلها، مركزاً رئيسياً للميليشيات الإيرانية، نظراً لبعدها الديني المتمثل بوجود مقام السيدة زينب.
المصدر:القدس العربي هبة محمد