اعتبر موقع «الدبلوماسية الإيرانية» المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية إقالة نائب ظريف للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان بأنها خطوة مهمة لتعزيز المصالح القومية الإيرانية ورؤية الحكومة الإيرانية لحل الأزمة السورية من خلال عدم التمسك ببقاء الأسد ورفض الحل العسكري.
فيما عبّر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني، علاء الدين بروجردي، عن عدم ارتياحه إزاء التعيينات الجديدة في وزارة الخارجية، وأكد أن «إقالة حسين أمير عبد اللهيان لن تغير سياسة إيران الثابتة في دعم محور المقاومة».
وأشار موقع «الدبلوماسية الإيرانية» إلى تداعيات التعيينات الجديدة في الخارجية الإيرانية، وقال إن حسين أمير عبد اللهيان كان يشرف على الملف السوري وكبير المفاوضين الإيرانيين في الشؤون السورية.
وأكد أن إقالة حسين أمير عبد اللهيان توسع من صلاحيات وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، حول الملف السوري، وأنها تعزز موقف حكومة حسن روحاني التي تدعم الحل السياسي على توزيع السلطة في سوريا ولا تتمسك ببقاء الرئيس السوري، بشار الأسد.
ووصف الموقع إقالة حسين أمير عبد اللهيان بأنها تشبه نقل الملف النووي الإيراني من المجلس الأعلى للأمن القومي إلى وزارة الخارجية، وأنها تأتي في نفس الإطار.
واعتبر تعيين أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، بصفة المنسق السياسي والأمني والعسكري في الملف السوري، بأنه أعلى مستوى من التنسيق بين الرئيس حسن روحاني والمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، حول الملفات المهمة والحساسة، وأنها تسمح للحكومة صلاحيات أكبر لإدارة ملف الأزمة السورية.
وشدد موقع «الدبلوماسية الإيرانية» على أن تصريحات علي شمخاني خلال لقائه وزير الدفاع الروسي أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية بدلاً من الحسم العسكري وإراقة الدماء، تصب في إطار تعزيز رؤية الحكومة ووزارة الخارجية الإيرانيتين.
وأكد الموقع المقرب من مراكز صنع القرار في الخارجية الإيراني أن حسين أمير عبد اللهيان كان يمثل رمز سياسة البلاد تجاه الأزمة السورية، وأن إقالته تعتبر رسالة تغيير جزء من الرؤية الإيرانية تجاه هذا الملف.
واعتبر أن خسارة صقور المحافظين (التيار المتشدد) في الانتخابات التشريعية الأخيرة كان لها تأثير كبير في ترجيح وجهة نظر الخارجية الإيرانية تجاه الأزمة السورية وإقالة حسين أمير عبد اللهيان، وأن هذه الإقالة تعزز المصالح القومية للبلاد.
بينما عبّر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني عن عدم ارتياحة عن التعيينات الأخيرة في وزارة الخارجية، وقال «لسنا مسرورين لغياب شخصية فاعلة ومؤثرة مثل حسين أمير عبد اللهيان في المناصب العليا لوزارة الخارجية، وإقالته من منصب نائب الوزير للشؤون العربية والأفريقية لن تغير من سياسة إيران الثابتة في دعم محور المقاومة».
وبدوره صرح السفير الإيراني السابق في ألمانيا، شمس الدين خراقاني، أن إقالة عبد اللهيان ستفضي بتبني استراتيجية أكثر عقلانية في السياسة الخارجية للبلاد، وقال إنه تم اعتماد سياسة التقابل والاصطدام في السابق بدلاً من التعامل والتباحث مع الآخرين، مشدداَ على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستعتمد أسلوبا أكثر عقلانية بعد الآن.
ووصف المدير العام السابق للشؤون الأفريقية لوزارة الخارجية الإيراني، جاويد قربان أوغلي، أداء أمير عبد اللهيان بأنه غير مقبول، قائلاً «لم تكن روية عبد اللهيان من أحداث المنطقة في مستوى شخص دبلوماسي، وكان يتحدث بأسلوب بعيد عن الدبلوماسية».
وفي السياق كشفت وكالتا «فارس» (التابعة للحرس الثوري) و«دانشجو» للأنباء وموقع «رجا نيوز» المقربون من المتشددين في إيران، أن دول الخليج العربية اشترطت تغيير حسين أمير عبد اللهيان كأحد شروطها لتحسين العلاقات مع إيران، وأن إقالته تأتي تلبيةً لذلك الشرط.
وأضافت وكالة «دانشجو» أن كبار المسؤولين الكويتيين بعثوا رسالة إلى الرئيس الإيراني، وأكدوا لحسن روحاني أن حسين أمير عبد اللهيان يشكل مانعاً أمام تعامل العواصم الخليجية مع طهران.
وعلى صعيد آخر، أعلن السفير الإيراني في الكويت، علي رضا عنايتي، أن طهران والكويت تبادلتا السجناء لأول مرة، وأفرجت الكويت عن 47 سجينا إيرانيا لديها لأول مرة.
وأعرب عن بالغ تقديره لجهود أمير الكويت ووزراء الخارجية والعدل والداخلية التي بذلوها للإفراج عن السجناء الإيرانيين في الكويت.
وأضاف علي رضا عنايتي أن عدد الإيرانيين المسجونين في الكويت هو 192 شخصاً، وأن 162 من هؤلاء أعلنوا رغبتهم بالعودة إلى البلاد وقضاء باقي فترة سجنهم هناك، مشيراً إلى وجود امرأة سجينة كويتية في إيران.
القدس العربي – محمد المذحجي