طردت البحرية الأمريكية الكوماندز اريك راستش، قائد البحارة الذين اعتقلتهم إيران لمدة 15 ساعة في وقت سابق من هذا العام، بعد ان جرفت سفينتهم إلى المياه الاقليمية الإيرانية
وجاء في بيان للبحرية الأمريكية وصل لـ«القدس العربي» عبر البريد الالكتروني انه تم اعفاء الضابط من واجباته كقائد لسرب السواحل الواقعة على ضفاف الأنهار بسبب فقدان الثقة في قدرته على القيادة حيث كان الضابط مسؤولا مباشرا للسرب في وقت وقوع الحادث الذى اسفر عن جنوح سفينيتين للمياه الأقليمية الإيرانية بسبب أعطال كهربائية، وكان راستش مسؤولا عن تدريب أكثر من 400 بحارا ولكنه فشل في توفير قيادة فعالة مما أدى إلى انعدام الرقابة والتراخى وعدم الحفاظ على معايير الوحدة.
وقد حاصرت زوراق إيرانية عسكرية القوارب الأمريكية واجبرت البحارة على الركوع وأيديهم خلف روؤسهم في مشهد تناقلته وسائل الإعلام العالمية، وقد اغضب الحادث اعضاء الكونغرس خاصة بعد افراج إيران لفيديو يصورة احد البحارة وهو يبكى بحرقة واخر يعتذر.
وقال اللفتنات كوماندز تيم هوكنز المتحدث باسم البحرية انه قد تم اتخاذ إجراءات أخرى ولكنه لم يفصح عنها حتى يتم الانتهاء من التحقيق في الحادث مشيرا إلى ان الاجراءات الادارية تتراوح عادة من الارشاد اللفظي إلى رسالة توبيخية.
وفي السياق، حاول البيت الأبيض قلب الطاولة على الجمهوريين في الكونغرس بعد ان طلب قادة لجنة الاشراف في المجلس استدعاء مستشار الأمن القومي بن رودس للتحقيق في تصريحاته الاخيرة بشأن الاتفاق النووي الإيراني، وعوضا عن ادلاء رودس لشهادته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست ان نواب الحزب الجمهوري يجب ان يطالبوا باجابات من زملائهم في الحزب.
وأوضح ارنست ان هناك العديد من الأشخاص الذين يملكون القدرة على التوضيح ردا على اتهامات كاذبة حول صفقة إيران ولكن ليس من الادارة، وأشار ارنست في كلمته إلى السناتور تيد كروز والسناتور توم كوتن وغيرهم من الذين توقعوا إلى ان الصفقة ستؤدى إلى امتلاك إيران لأسلحة نووية.
واكد ان ما قالته الادارة الأمريكية وأوباما حول الصفقة مع إيران قد اصبح حقيقة، وقال أنه لا يعرف ما إذا كانت هذه المعلومات الخاطئة قد جاءت بسبب أخطاء متعمدة أو رغبة في الكذب ولكن إذا اراد اعضاء الحزب الجمهوري بالفعل الحصول على معلومات صحيحة فعليهم الاجتماع معا في مؤتمر للاستماع إلى اعضاء من الحزب يقولون الحقيقة بعد حلف اليمين.
ولم يستبعد ارنست ظهور رودس في لجنة الرقابة الأسبوع المقبل ولكنه اشار بقوة إلى ان ذلك لن يحدث، وهي خطوة قد تدفع رئيس اللجنة جيسون شافيتز لاستدعاء المستشار البارز.
وقد تفاخر ردوس في مقابلة مع مجلة «نيويورك تايمز» حول مشاركته في انشاء «غرفة خلفية» لدعم الاتفاق النووي الإيراني.
إلى ذلك، اعترف أكبر مسؤول بالمخابرات الأمريكية بأنه لا يملك خيارات لاحلال السلام في المناطق التى دمرتها الحروب في الشرق الأوسط إذ قال مدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر: «أنا لا املك أجوبة».
واضاف كلابر: «الولايات المتحدة لا تستطيع القضايا الاساسية في الشرق الأوسط حيث يزداد عدد الشبان الذكور الساخطين وهناك مساحات واسعة لا تسيطر عليها الحكومات ناهيك عن التحديات الاقتصادية وتوفر الأسلحة»، وقال بان حالة القمع في الشرق الأوسط ستستمر لفترة طويلة حتى لو تمكنت القوات المسلحة من القضاء على تنظيم «القاعدة» وتنظيم «الدولة الإسلامية» وغيرها من الجماعات المتطرفة في العراق وسوريا والمنطقة.
هذه التصريحات هي من اكثر التعليقات تشاؤما من كبار رجال التجسس بشأن مستقبل الشرق الأوسط، وهي تعكس قناعة متزايدة داخل الادارة الأمريكية بان حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط ستدوم إلى ما بعد فترة الرئيس الحالي باراك أوباما لفترة طويلة.
وقد فشلت جماعات المعارضة السورية على الرغم من الجهود التى تبذلها الولايات المتحدة ودول الحلفاء في مسح تنظيم «الدولة الإسلامية» كما دخلت في طريق مسدود مع الرئيس السوري بشار الاسد، ووفقا لتوقعات كلابر فان مكافحة «الدولة الإسلامية» والجماعات المتطرفة الأخرى ستستمر لعقود رغم انحسار مساحات الاراضي التى تسيطر عليها الجماعة.
وأكد كلابر انه سيتم استعادة مدينة الموصل ولكن الامور ستكون في غاية الفوضى مشيرا إلى ذلك سيستغرق وقتا طويلا قد يتجاوز فترة الادارة الأمريكية الحالية
وقد عبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذى يقترب من نهاية فترة رئاسته عن خيبة مله من شركاء الولايات المتحدة حيث تحدث انتقد بصراحة السعودية ودول الخليج ووصفها «بالركاب مجانا» وقال بانها لا تضع ثقلها لادارة الفوضى في جميع انحاء العالم في حين قال كلابر بانه يتفق تماما مع «مزاج» الرئيس مؤكدا بان هذه الرؤية لا تعنى بان دور الولايات المتحدة يتراجع في العالم كما يقترح المرشح الجمهوري دونالد ترامب، واضاف كلابر: «الولايات المتحدة لا تستطيع ترك «البلدة» لان المشاكل تحدث عندما تغيب واشنطن».
القدس العربي